18-04-2024 04:07 PM بتوقيت القدس المحتلة

رد المقاومة القادم مؤلم ومتأن .. "اسرائيل" في دوامة الخوف والانتظار

رد المقاومة القادم مؤلم ومتأن ..

بعد الاعتداء الصهيوني على القنيطرة وسقوط العديد من الشهداء للمقاومة، بات محور الاهتمام والانشغال الاعلامي والامني، هو رد المقاومة على هذا الاعتداء، بما يتعلق بالكيفية والتوقيت ونوعية الهدف...

بعد الاعتداء الصهيوني على القنيطرة وسقوط العديد من الشهداء للمقاومة، بات محور الاهتمام والانشغال الاعلامي والامني، هو رد المقاومة على هذا الاعتداء، بما يتعلق بالكيفية والتوقيت ونوعية الهدف وغيره من الاسئلة حول هذا الامر...

كثرت التحليلات والاخبار حول رد المقاومة، واستنفر العدو قواته البرية والجوية على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، وتحركت طائرات الاستطلاع تحسبا لأي عمل تقوم به المقاومة على الحدود الجنوبية للبنان او من جبهة الجولان السوري المحتل.

وتحدث الاعلام الاسرائيلي عن انتهاء "الايام الطيبة" للجبهة الشمالية حيث ساد الهدوء لعدة سنوات، واعتبر ان "حزب الله لن يمر على العملية من دون رد حتى وإن كانت وقعت على الأراضي السورية"، واضاف ان "الغارة في الجولان هي حادث جديد لم نر مثيلا له من قبل"، وتابع ان "حزب الله سيحاول في كل مواجهة قادمة مع اسرائيل الوصول الى الجليل".

العدو يعرف ان المقاومة سترد.. والرد المتأني أفضل انواع الردود على اعتداء القنيطرة

وبالطبع ان ما دفع إعلام العدو للذهاب الى التحليل المشار اليه اعلاه سببه ان حزب الله لم يتوعد يوما او يعوّد هذا العدو الغادر إلا بالرد بالمثل في كل مرة اعتدى فيها حتى بعد بدء الازمة السورية، ففي السابق حاول العدو استهداف نقطة عسكرية خالية لحزب الله على الحدود بين لبنان وسوريا فكان رد المقاومة سريعا في تفجير استهدف دورية داخل مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، كما ان دخول القوات الاسرائيلية الى منطقة اللبونة قرب الناقورة استدعى وقتها ردا واضحا وسريعا من حزب الله.

لذلك بدأ الاعلام لا سيما الاسرائيلي يبحث عن أجوبة لكيفية الرد وأين سيكون؟ وهنا يفتح الباب امام التحليل فهناك من يقول ان الرد سيكون بالمثل في الجولان والبعض يتحدث ان "اسرائيل" هي من غيّر قواعد المعركة عندما ضربت خارج الحدود وبالتالي هي تتحمل مسؤولية تغيير قواعد الرد، وهنا الرد قد يكون في الاراضي السورية المحتلة او الاراضي اللبنانية المحتلة او حتى داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة، وهذا الامر يستتبع جملة طويلة جدا من التحركات والاجراءات الاسرائيلية، تبدأ بالاستنفار على الحدود مع لبنان ولا تنتهي بنزول المستوطنين الى الملاجئ ورفع حالة الاستنفار في كل الكيان الغاصب من شماله الى جنوبه.

كما ان البعض تحدث ان "حزب الله لن يرد لأن الرد قد يستوجب متطلبات اخرى تتعلق بالذهاب بعيدا في حرب تداعياتها كبيرة قد تجر المنطقة كلها الى حرب كبرى"، وهنا قد يكون فات هذا البعض بأن حزب الله لن يرد الآن ربما تاركا الموضوع الى مستقبل قريب او بعيد بحسب ما تفرضه طبيعة الرد، حيث يعود لقيادة المقاومة تحديد هذا الرد بدقة وروية واختيار المكان والتوقيت المناسبين له، كي لا يأتي الرد متسرعا وغير ذي جدوى او بدون فعالية او دون مستوى الاعتداء الاسرائيلي، وهنا قد يكون سلاح "الرد المتأني او تأجيل الرد حتى تحين الساعة المناسبة" أفضل انواع الردود على هذا الاعتداء.

"كيان العدو في مرمى الرعب من رد المقاومة"

ويخطئ من يعتقد ان "اسرائيل" التي ارتكبت جريمتها في القنيطرة قد "حشرت" المقاومة وقيادتها في الزاوية، وهنا لا بدَّ من الاشارة ان التأني بالرد سيجعل العدو كل العدو في داخل الكيان وخارجه: قيادات ومستوطنين، أمنيين وعسكريين، تحت مرمى الرعب وبذلك نكون قد حققنا اكثر من هدف في ضربة واحدة، بجعل العدو يتحسس رقبة كل مستوطنيه وقاداته وتحقيق الرد المناسب في اللحظة المناسبة.

 

حول كل ذلك يقول الخبير الاستراتيجي العميد أمين حطيط في حديث لموقع "قناة المنار" إن "اسرائيل أرادت من خلال الاعتداء في القنيطرة توجيه أكثر من رسالة لاكثر من جهة:

الرسالة الاولى: للمقاومة: ويعتبر حطيط ان "اسرائيل أرادت ان تقول للمقاومة إنها لن تسمح بتوسيع جبهة المقاومة وبأي ربط للجبهة السورية بالجبهة اللبنانية  وبأي ضم للساحتين"، ويضيف "بما ان الجبهة اللبنانية محكومة بعناصر القوة على جانبي الحدود وتتقيد بمعادلة الردع فإن اسرائيل تخشى ان يصل توازن الردع الى الجبهة السورية وان يتم مع هذا التغيير البنيوي والجيوستراتيجي لواقع الجولان على تغيير قدرة اسرائيل على التحكم بالمنطقة".

ويرى حطيط "لذلك شاءت اسرائيل ان توجه رسالة واضحة ومباشرة للمقاومة او لمحور المقاومة انها جاهزة للقيام بأي شي لمنع هذا الامر"، ويعتبر ان "ما سيفرض على جبهة الجولان رهن برد المقاومة على الاعتداء"، ويوضح "اذا ردت المقاومة برد مؤلم وموجع فهذا الرد سينتج نتجيتين اساسيتيين اولهما سقوط الرسالة الاسرائيلية بتلقيها رسالة معاكسة من قبل المقاومة، وثانيهما: تثبيت معادلة توازن الردع اي ان المقاومة ستفرض معالات جديدة في الجولان".

الرسالة الثانية: لسوريا: يرى حطيط ان "اسرائيل تقول في هذا الاعتداء للدولة السورية انها بصدد اقامة الحزام الامني وانها بصدد رعاية المجموعات الارهابية في هذا النطاق الجغرافي لاقامة هذا الحزام"، ويتابع "الرد السوري ينبغي ان يكون بتكثيف العمليات ومنع ترابط الجماعات المسلحة في المنطقة ومنع تشكيل الحزام الامني كما تريد اسرائيل".
 
الرسالة الثالثة: لايران: يقول العميد حطيط "يبدو ان هذه الرسالة كانت تريد منها اسرائيل القول لايران حذار من الاقتراب من حدودنا(اي حدود فلسطين المحتلة)"، ويعتبر ان "اسرائيل تراجعت عن هذه الرسالة وسحبتها من التداول بعد التهديد الذي اطلقه قائد الحرس الثوري الايراني بان الرد الايراني سيكون مدمرا حيث عمدت اسرائيل الى تسريب معلومات انها لم تكن تعلم بوجود العميد الايراني ضمن الوفد".

الرسالة الرابعة: للولايات المتحدة الاميركية: يشير حطيط الى ان "من هذا الاعتداء هناك رسالة للاميركيين الذين يفاوضون ايران حول ملفها النووي لاسيما ان اوباما حذر انه سيستخدم الفيتو ضد العقوبات التي يمكن ان يفرضها الكونغرس ضد ايران"، ويتابع "نتانياهو اراد القول لاميركا انه قادر وجاهز لخلط الاوراق في المنطقة اذا ما استمرت اميركا في المفاوضات مع ايران".

الرسالة الخامسة: للداخل الاسرائيلي: يعتبر حطيط ان "هناك مصلحة شخصية لنتانياهو حيث يريد القول للداخل انا احميكم واحمي اسرائيل"، ويتابع "اذا ما تألم الداخل الاسرائيلي من الرد على الاعتداء في القنيطرة هنا سيدرك شعب الكيان الغاصب ان نتانياهو ليس لديه الادراك بمعادلة الردع مع المقاومة وغير قادر على حماية اسرائيل وهذا ما سيودي به خلال الانتخابات المقبلة اذا ما كان الرد قبل الانتخابات".

وحول رد المقاومة على الاعتداء وتوقيته؟

يشدد حطيط على ان "الرد المؤلم والموجع هو المطلوب وليس الرد السريع والمتسرع"، ويوضح ان "للقادة العسكريين اختيار التوقيتات وكيفية الرد ومتروك لتقديرهم"، ويعتبر ان "الرد يحدد بالوجه العسكري الميداني اولا وبالوجه السياسي الاستراتيجي ثانيا"، ويضيف انه "من الخفة بمكان ان يحصر المخطط نفسه بتوقيت محدد فيضيع الفرص التي يمكن ان تلوح له ويبتغيها خاصة ان لا احد يلزمه بتوقيت"، ويؤكد ان "الحديث عن التوقيت يخالف القواعد العكسرية"، ويشير الى انه "في العلم العسكري يخطئ الوقاتون".

ويرى العميد حطيط ان "التأخير في التوقيت فيه جزء من الايجابية لان بقاء العدو في دائرة القلق والخوف بانتظار الرد هو جزء من الرد"، ويتابع "اسرائيل اليوم تعاني باتظار الرد"، ويلفت الى ان "يوم الثلاثاء منع الامن الداخلي الصهيوني احد وزراء الحكومة من التوجه الى الشمال خشية قيام المقاومة برد موجع على اعتداء القنيطرة".

يبقى ان التدخل المباشر الصريح والواضح للعدو الاسرائيلي في القنيطرة دلل للجميع ان "اسرائيل" موجودة في الحرب السورية، وان المعركة في سوريا هي كما كانت منذ اليوم الاول مع العدو الاول للامة كلها وهو العدو الاسرائيلي، ليبقى السؤال لمن كان "يشكك" بدور المقاومة، ماذا سيكون موقفه بانكشاف القناع عن العدو الحقيقي في المعركة الدائرة على الارض السورية؟