19-04-2024 05:20 PM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 19-12-2014: "وساطة أمر واقع" تواكب معارك القلمون

الصحافة اليوم 19-12-2014:

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 19-12-2014 الحديث في ملفات عدة منها التطورات الاخيرة في ملف العسكريين المخطوفين والفساد الغذائي

 

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 19-12-2014 الحديث في ملفات عدة منها التطورات الاخيرة في ملف العسكريين المخطوفين والفساد الغذائي.

 

اقليميا، تحدثت الصحف عن التطورات العسكرية الاخيرة في منطقة القلمون السورية والتي دارت بين داعش وجبهة النصرة والمعلومات عن محاولة الاولة السيطرة على منطقة القلمون.

 

وأتت افتتاحيات الصحف على الشكل التالي:

 

السفير

 

قوارض وحشرات وطيور ومياه آسنة في أهراء القمح ومحيطها

رغيف اللبنانيين ملوث.. والفساد يلتهم الجمارك



بداية جولتنا مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم التاسع بعد المئتين على التوالي.

.. ومثلما يحتاج البلد إلى «صدمة» تنتج رئيسا، فإن حالة الإنكار غير المسبوقة للشواذ، وهو متمدد في طول الجمهورية وعرضها، تحتاج أيضا إلى «صدمة».

وسط هذه الحالة السوداوية التي تزنّر يوميات اللبنانيين، في وسط محيط مضطرب، لا بل ملتهب، كان كافيا الاستماع أمس الى المؤتمر الصحافي لوزير الصحة وائل أبو فاعور والمقابلة التلفزيونية مع وزير المال علي حسن خليل، بكل مضمونهما «الفضائحي» لطرح سؤال الدولة، وماذا يبقي هذا البلد واقفا على قدميه، وكيف يمكن كسر الحلقة المفرغة التي تجعل نظاما طائفيا مجبولا بالفساد والزبائنية والمحسوبية عصيا على التغيير والاصلاح؟

ربع قرن على انتهاء الحرب الأهلية. هي مساحة زمنية كافية للاصلاح والمصالحة، لكن العكس قد حصل، فكانت النتيجة أن كل شيء صار بحكم المباح، حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه من منسوب قياسي للمديونية والفساد والهدر والانهيار في كل شيء. في السياسة والأمن والثقافة والاقتصاد والاجتماع.

نعم، كان لا بد من «صدمة». من هنا، يمكن النظر إلى ما بدأه وزيرا الصحة وائل أبو فاعور والمال علي حسن خليل، وانضم اليه وزراء آخرون، بوصفه ظاهرة ايجابية يجب أن تحتضن وتستكمل وتستمر ولا تتوقف، حتى لو نجحت الضغوط السياسية بوقفها في «لحظة ما»، خصوصا أن «المبادرة» تأتي من أحزاب وتنظيمات ولا تندرج في سياق «الدولة» المسؤولة الأولى عن الانتظام العام.

ففي كل وزارات العالم، تعنى وزارات الصحة أولا بكل ما يتصل بأكل وشرب واستهلاك المواطنين. يأتي ملف المستشفيات والأدوية في الدرجة الثانية، وأحيانا يلزّم لصناديق أو مؤسسات حكومية ضامنة. أما في لبنان، فان العكس صحيح.

لا يأتي هذا الكلام في سياق الدفاع عن ظاهرة صوتية أو اعلامية، بقدر ما يهدف إلى الدفاع عن ما تبقى من هيكل دولة ورثها اللبنانيون بعد انتهاء «الانتداب» وأدخلوا عليها إصلاحات، خصوصا في الحقبة الشهابية، إلى أن جاءت الحرب الأهلية وبدأ الخط البياني للانهيار، ليبلغ ذروته في عقدي السلم الأهلي الأخيرين!

وإذا كان اللبنانيون قد اختلفوا في تقييمهم للوائح التي قدمها وزير الصحة، على مدى الأسابيع الماضية، بشأن مخالفات سلامة الغذاء، وشملت مطاعم ومسـالخ ومحلات ومؤسسات تعنى بأكل اللبنانيين وشربهم، فان ميزة المؤتمر الصحافي الذي عقده ابو فاعور، أمس، أنه شكل خطوة متقدمة على طريق الإجراءات التنظيمية الواجب اتخاذها وأبرزها الآتي:

منح المؤسسات مهلة ستة أشهر للحصول على رخصة وإلزام المؤسسات حتى نهاية كانون الثاني المقبل بانجاز شهادات صحية لكل عامل وموظف تتجدد تلقائيا كل ستة أشهر، إلزام رب العمل بتسجيل العاملين في المؤسسات الغذائية في الضمان الاجتماعي،

إخضاع كل مأكولات ومشروبات الأطفال من عمر يوم حتى ثلاث سنوات لرقابة وزارة الصحة المسبقة، وإخضاع المتممات الغذائية (المدعمة بفيتامينات) لفحص إلزامي في لبنان برغم شهادات الاستيراد من الخارج، وإخضاع مشروبات الطاقة لفحص دوري في معامل إنتاجها ومنع الترويج الإعلاني لها إلا بعد موافقة لجنة المتممات الغذائية.

والأهم أن ملف خبز اللبنانيين قد فتح على مصراعيه، من ألفه إلى يائه، وبمبادرة من وزارة الصحة، برغم أن هذه المهمة تقع أيضا في صلب صلاحيات وزارة الاقتصاد، حيث درجت العادة أن يأتي كشف دوري للوزير المعني، فيذيله تلقائيا بعبارة «على مسؤوليتي»، من دون أن يكون مدركا لكل ما يجري في هذا «العالم»!

فضيحة القمح

فمؤسسة الأهراء ومنذ أن انتهت مدة «الامتياز» في العام 1990، باتت تدار من دون قانون، حالها حال إدارة مرفأ بيروت المؤقتة منذ التاريخ نفسه، وللموظفين، في الأهراء قصة قائمة بذاتها، بحكم «الأمر الواقع» وبغياب الهيكلية والتشريعات.

ويمكن القول أن ما كشفه وزير الصحة، بالأمس، يشكل فضيحة، فالبواخر التي تستورد القمح لمصلحة المطاحن، لا تضع دفتر شروط ومواصفات ولا أحد يستطيع الجزم بأنها صالحة للاستهلاك البشري، ناهيك عن شروط النظافة والتوضيب والتخزين في البواخر وبلد المنشأ.

وعندما تصل البواخر إلى لبنان، يتم نقل القمح إلى الأهراء بواسطة معدات غير مستوفية للشروط، ناهيك عن شروط التوضيب في أهراء تفتقد لشروط السلامة الغذائية، كونها مكشوفة إلى حد ما، ويمكن للطيور أن تقيم فيها بكل ما تحمله من أوبئة وأمراض وما ينتج عنها من أوساخ، فضلا عن أن محيط الأهراء غير مستوف للشروط الصحية بما يؤمن بيئة حاضنة للقوارض والحشرات، كما ان ثمة تجمعات للمياه الآسنة والمياه المبتذلة للأمطار.

وأظهر الكشف الذي قام به فريق من وزارة الصحة أن تفريغ وتحميل الحبوب في الشاحنات لا يستوفي أدنى مقومات النظافة والسلامة العامة، فضلا عن الوضع السيئ للشاحنات (بعضها ينقل المواشي أو مواد البناء وبعضها الآخر مصاب بالصدأ والاهتراء).

وكانت وزارة الاقتصاد قد حررت في العام 1991 استيراد القمح (وقف الدعم) واتخذ وزير الاقتصاد آنذاك ياسين جابر قرارا باحتفاظ الوزارة بمخزون دائم يكفي لمدة شهرين (تباع الكمية وتتجدد دوريا لضمان جودتها وسلامتها).

والأخطر من استيراد القمح وتفريغه وتخزينه ونقله وقضية الرقابة على المختبرات التي ترسل عينات اليها، هو عدم وجود رقابة على المطاحن، ثم الأفران، وقد اكتشفت فرق مصلحة حماية المستهلك أكثر من مرة أن عددا كبيرا من الأفران يتلاعب، ليس بالأوزان وحسب، بل أيضا بالطحين وباقي المكونات من خميرة ونوعية مياه (بعضها آسنة)، فضلا عن احتمال إدخال مواد حافظة غير مستوفية للشروط.

كما اكتشفت فرق وزارة الاقتصاد أن بعض الأفران تقوم بنقع كميات الخبز المرتجعة يوميا من المحلات (وخصوصا الكبرى) في براميل مياه وتعيد خبزها مجددا وتوزيعها على المحلات والدكاكين!

كتاب «الصحة» الى «الاقتصاد»

وحصلت «السفير» على الكتاب الذي وجهته وزارة الصحة الى وزارة الاقتصاد ويتضمن الآتي:

• توجيه كتاب الى شركتي النقل «القاعي» و»القيسي» بضرورة تسوية وضع الشاحنات من حيث الهيكل والنظافة وفرض الكشف الالزامي من قبل وزارة الصحة قبل الاستحصال على رخص النقل السنوية.

• توجيه كتاب الى إدارة مرفأ بيروت بضرورة القيام بأعمال الصيانة العاجلة لجهة ازالة جميع الاطارات والنفايات الموجودة في حرم المرفأ بشكل عام، وتلك الموجودة في حرم الأهراء بشكل خاص.

• تسوية وضع المجاري العامة المحيطة بالأهراء ومعالجة الوضع الخاص بالطيور الموجودة في حرم المرفأ نظرا الى الضرر الكبير الذي تسببه لنوعية الحبوب من حيث التلوث الجرثومي.

• الطلب من إدارة الأهراء ضرورة عزل منطقة تفريغ الحبوب (الحفرة المخصصة لذلك) وعزل المحيط بالطرق الفنية المناسبة والعمل على تأمين النظافة العامة وبشكل دائم.

خليل: فساد في الجمارك والأجهزة

من جهته، أعلن وزير المال علي حسن خليل في مقابلة مع الزميل مرسيل غانم ضمن برنامج «كلام الناس»، ليل أمس، أن بعض الأجهزة الأمنية يتواطأ في عمليات التهريب وقال ان هناك تهريبا وفسادا في مرفأ بيروت ومطارها، وأكد أن كل متورط في الجمارك والدوائر العقارية سيزج في السجن، مشيرا الى أن الدولة تخسر مئات ملايين الدولارات جراء الرشاوى والفساد والتهريب في الجمارك، وكشف أن السرقات في المشاعات تصل الى نحو 93 مليون دولار، جازما بأن كرة ثلج المشاعات تتدحرج ولن تتوقف.

وانتقد خليل سلوك بعض الوزراء في الحكومة، وقال: اننا عاجزون عن مناقشة عدد كبير من الأمور في مجلس الوزراء لأن كل وزير أصبح أكثر من ملك وأمير اليوم.

وأعلن أن وزارة المال أطلقت أول حركة تشكيلات لأمناء السجل في الدوائر العقارية، «وقد قمنا بتشكيلات في السجلات العقارية منذ 6 اشهر كي لا يبقى أحد في مركزه ويعتبره مركز قوة، كما اكتشفنا مثل كل اللبنانيين ان في الدوائر العقارية رشاوى مقنعة وفوضى تسمح للبعض بمواقعهم ممارسة دور تعسفي بحق المواطنين».

واعلن عن تشكيلات ستصدر الاثنين تشمل معظم الموظفين بكل مستوياتهم في الدوائر العقارية كافة، ونصح بعدم حصول مراجعات سياسية في ملف اي موظف فاسد، واوضح انه «في المساحة والعقارية في كل المناطق سنقوم بحملات لتنظيم الدوائر والأمر لن يتوقف وسيطال الكل، وحتى لو كان من اقرب المقربين لحركة أمل ولي شخصيا».

وأضاف: «استدعينا 60 موظفا الى وزارة المال اعترف 45 منهم على الاقل بانهم كانوا يتقاضون رشاوى وتعهدوا بالكف عن هذه المخالفة القانونية».

 

هدوء حذر في القلمون.. وواشنطن تدعو إلى الصبر في حرب «داعش»

حلب: الجيش يُكمل حصار المدينة

 

واصل الجيش السوري سباقه مع خطة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا لـ «تجميد القتال» في حلب، وأكمل بالأمس حصاره للمدينة، عبر السيطرة على مخيم حندرات، آخر طرق إمداد المسلحين إلى المدينة.

وساد الهدوء المشوب بالحذر في القلمون بعد اشتباكات بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـــ «داعش» و «كتيبة المقنع» و «لواء المغاوير» التابعين إلى «الجيش الحر»، سقط خلالها قتلى وجرحى من الطرفين.

وأشارت مصادر إلى أن اندلاع الاشتباكات لا يعود لمطالبة المجموعات المسلحة في المنطقة بمبايعة زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، بل إلى مخاوف «داعش» من أن تكون الكتيبتان تخططان لقتاله بإيعاز من «جيش الإسلام» بقيادة زهران علوش، الذي يقود المعارك ضد التنظيم في بئر القصب في القلمون الشرقي.

ونفى مقربون من «لواء المغاوير» خبر مقتل قائده عرابة إدريس، مشيرين إلى أن «داعش» يعتقله، بالإضافة إلى الرائد المنشق معد إدريس وقائد كتيبة «أحرار العاصي» معتصم إدريس. وعلمت «السفير» أن من أهم كوادر «داعش» التي وصلت إلى القلمون مؤخراً «الشرعي» أبو الوليد المقدسي والقيادي المعروف بلقب أبو بلقيس وأنهما يلعبان دوراً بارزاً لتهيئة الأرض في القلمون لزيادة نفوذ «الدولة الإسلامية».

وسيطر الجيش السوري والفصائل التي تؤازره، وهي «قوات الدفاع المحلي» و «لواء القدس» و «اللجان الشعبية»، على مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين شمال حلب، بعد معارك عنيفة استمرّت حوالى أربعة أيام.

وأوضح مصدر عسكري أن السيطرة على مخيم حندرات، والذي يُعتبر آخر معاقل المسلحين على محور المدينة الشمالي، يعني إتمام الطوق العسكري حول حلب، وقطع جميع طرق الإمدادات نحو المدينة، مشيراً إلى أن مسلحي «جبهة النصرة» تراجعوا جراء المعارك العنيفة والقوة النارية.

وتأتي سيطرة الجيش السوري على المخيم بعد أربعة أيام من المعارك العنيفة، والتي أشاعت «جبهة النصرة» خلالها أن زعيمها أبو محمد الجولاني يقاتل على هذه الجبهة، في محاولة لشحذ همم المقاتلين، قبل أن تعود وتسحب الخبر عن مواقع التواصل الاجتماعي.

وكان الجيش السوري أعلن قبل نحو أسبوع بدء عمليات عسكرية، وصفها بأنها «حاسمة» في محيط حلب، أطلق عليها اسم «قزح». وهدفت العملية إلى إتمام الطوق على المدينة، ومحاصرة المسلحين داخلها، لإعادة تطبيق السيناريو الذي تمّ في حمص، وهو محاصرتهم بانتظار استسلامهم، ما يخفف من عبء المعارك والخسائر البشرية، وهو ما وصفه المصدر العسكري بأنه «سيناريو ناجح».

ووجّهت سيطرة الجيش على المخيم «ضربة قاصمة للمسلحين» الذين كانوا يعولون على هذه الجبهة المفتوحة على تركيا. كما توغلت القوات السورية أيضاً في أحياء شمال شرق حلب لتشديد الطوق.

إلى ذلك، أكد وزير خارجية لوكسمبورغ جون أسلبورن، لـ «السفير»، دعمه لمبادرة دي ميستورا لتجميد القتال في حلب، معتبراً أن جوهرها جمع الخصوم على أساس «المصلحة المشتركة». وقال «إنه يحاول حقاً حماية حلب. حلب هي مشكلة سياسية لكنها أيضاً مشكلة إنسانية. وأعتقد أنه يجب أن يكون لدى الجميع مصلحة بأن يكون سكان حلب آمنين. لذلك، ربما إذا أمكن تنفيذ الخطة لتجميد العنف في حلب، يمكن لذلك أن يكون إشارة للحصول على فرصة لإيقاف العنف على الأراضي السورية». ويضع أسلبورن خطين تحت شرط يعتبره مهماً لإنجاح مهمة المبعوث الدولي، موضحاً «لكي يكون لدينا حقاً فرصة لفعل ذلك نحتاج إلى قرار من مجلس الأمن الدولي».

وفي واشنطن، أعرب الجنرال الأميركي جيمس تيري، الذي يقود القوات الأميركية التي تشارك في القتال ضد عناصر «داعش»، عن اعتقاده أن الوصول إلى نقطة تحول في المواجهة مع التنظيم سيستغرق ثلاثة أعوام على الأقل.

وقال، خلال لقاء مع صحافيين في البنتاغون لإطلاعهم على تطورات الأوضاع على الأرض، إن «أولى الضربات الجوية الأميركية بدأت منذ أربعة أشهر فقط، وتحتاج إلى صبر»، مشيراً إلى أن «الأمر قد يستغرق ثلاثة أعوام على الأقل».

وأطلقت الأمم المتحدة أكبر مناشدة إنسانية على الإطلاق من أجل سوريا، وطلبت توفير 8.4 مليارات دولار لتمويل مساعدات، تشمل مشروعات إنمائية للمرة الأولى داخل سوريا وفي دول الجوار.

وقال مسؤولو الأمم المتحدة، في اجتماع للمانحين في برلين، إن هناك حاجة ماسة للمساعدات، حتى يقدم العون لما يصل إلى 18 مليون شخص داخل سوريا إلى جانب الدول والمجتمعات التي تكافح لاستضافتهم.

وشاركت 35 دولة وأكثر من 40 منظمة دولية في اجتماع برلين. وسيخصص ثلث قيمة التمويل الجديد للمشروعات التنموية. وقال مسؤول بالأمم المتحدة إن من المنتظر عقد اجتماع للمانحين في كانون الثاني لتقديم تعهّدات التمويل.

وذكر البنك الدولي، في تقرير، أن دول منطقة شرق البحر المتوسط خسرت 35 مليار دولار من إجمالي الدخل بسبب الحرب في سوريا وتوسّع «داعش».

وذكر تقرير «الآثار الاقتصادية للحرب السورية وتقدّم الدولة الإسلامية في شرق البحر المتوسط»، والصادر عن مكتب كبير الاقتصاديين في البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن الخسارة البالغة 35 مليار دولار تعادل حجم الاقتصاد السوري في العام 2007. وأضاف «للأسف فهذا هو الحد الأدنى لتقديرات الخسائر الاقتصادية في المنطقة».

وأشار التقرير إلى أن تكلفة الحرب تتوزع بشكل غير متساوٍ في المنطقة، حيث تتحمل سوريا والعراق عبء التكلفة المباشرة للحرب حيث تراجع الإنفاق على الرفاه لكل فرد في البلدين بنسبة 14 في المئة و16 في المئة على التوالي.

وفي الدول المجاورة هبط نصيب الفرد من الدخل بأكبر نسبة في لبنان، وبلغت 11 في المئة، في حين لم يتجاوز التراجع في تركيا ومصر والأردن 1.5 في المئة، ما يعكس الأثر الكبير في لبنان الذي توجد فيه أكبر نسبة من اللاجئين بالنسبة إلى عدد السكان. وانخفض الناتج المحلي الإجمالي السوري بنسبة 30 في المئة بسبب الحظر على التجارة مع دمشق."



النهار


"وساطة أمر واقع" تواكب معارك القلمون

الملفات الخلافية تقبع عند أبواب الحكومة


ومن جهتها، كتبت صحيفة "النهار" تقول "بدا المشهد الخلفي لتطورات أزمة العسكريين المخطوفين لدى تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" غريباً وغامضاً الى حدود كبيرة في الساعات الاخيرة.

ذلك انه وقت كان الجيش وكذلك الجهات الرسمية والامنية يرصدون بدقة مجريات المعارك الجارية بين "داعش" و"الجيش السوري الحر" ومجموعات اخرى من المعارضة السورية في القلمون السورية وفي مناطق متاخمة لجرود عرسال لما يمكن ان تعكسه أي متغيرات ميدانية نتيجة هذه المعارك على الواقع الميداني مع لبنان، تحرك فجأة الشيخ وسام المصري الذي شاع اسمه وسيطاً من جانب الخاطفين بين الجرود وساحة رياض الصلح مع ان الحكومة لم توافق على تكليفه الوساطة. وبدت حركة المصري اشبه بمحاولة لاستمالة الجانب الحكومي للتسليم بوساطة أمر واقع، اذ افسح له تنظيم "داعش" في القيام بزيارة للعسكريين التسعة الرهائن لدى التنظيم في جرود عرسال، وعاد منها مساء ليتوجه الى خيمة اعتصام اهالي العسكريين المخطوفين في ساحة رياض الصلح ناقلا نتائج زيارته لابنائهم. وأعلن المصري: "اطمأننت الى العسكريين التسعة المحتجزين وشاهدتهم في صحة جيدة ومعنوياتهم مرتفعة بعض الشيء"، لكنه اشار الى ان احدهم يعاني من التهابات في اذنه وآخر التهابات شديدة في رجله. وقال انه ذهب الى عرسال "بمبادرة شخصية، ولم أكلف حتى الآن من الدولة والخاطفون رفضوا منحي تعهدا لوقف القتل واخبروني انهم مستفزون جداً".

 

وتزامن تحرك المصري مع تصاعد الاستنفار العسكري والامني في منطقة عرسال ومحيطها في ظل التحركات المريبة للتنظيمات المسلحة في الايام الاخيرة ووسط المعارك التي يشهدها الجانب السوري من الحدود في القلمون. وشهدت منطقة وادي عطا في جرود عرسال اشتباكا بين الجيش والمسلحين استخدم فيه الجيش الاسلحة الثقيلة ومدافع الهاون مما اسفر عن سقوط قتلى في صفوف المسلحين كما أبلغ مصدر أمني "النهار". وتزامن الاشتباك مع اشتداد المعارك بين المجموعات المسلحة في الجانب السوري في وادي ميرا بين جرود عرسال ورأس بعلبك، وسط تخوف من تأثيرات سلبية لهذه التطورات الميدانية على المواجهة بين الجيش والتنظيمات الارهابية وخصوصا اذا سيطر تنظيم "داعش" على المنطقة المتاخمة للحدود اللبنانية، الامر الذي استعد له الجيش برفع جهوزيته.

مجلس الوزراء

واكتفى رئيس الوزراء تمّام سلام في جلسة مجلس الوزراء امس لدى تطرقه الى ملف المخطوفين بالاشارة الى ان خلية الازمة مستمرة في مهمتها من دون انقطاع توصلا الى تحرير العسكريين، وقال ان "المفاوضات الصعبة والمعقدة تسير ببطء إلا انه من المؤمل ان تؤدي الى النتيجة المتوخاة بالافراج عن المخطوفين".

ولم يستطع مجلس الوزراء ضمن سياسة "تحاشي طرح الملفات المثيرة "، على حد قول مصادر وزارية لـ"النهار"، ان ينجز في جلسته أمس أياً من الملفات التي يتكرر عرضها عليه منذ أسابيع ولا سيما منها النفايات والترخيص لكليات جديدة. ففيما يتعلق بالملف الاول، جرى توزيع خلاصة للدراسة التي أنجزتها اللجنة الفرعية والتي تقع في صفحة واحدة فولسكاب، فكان موقف وزراء الكتائب، كما أشارت "النهار" أمس، الدعوة الى إرجاء البحث الى جلسة خاصة كي تتم مناقشة الملف بإسهاب ويتخذ القرار المناسب. وفي المعلومات أن الملف الذي ارجئ الى الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء الثلثاء بدل الخميس، لمصادفة عيد الميلاد اليوم العادي للجلسات يتطلب إجراء إتصالات سياسية كي يتقرر مصيره. أما بالنسبة الى ملف الجامعات من حيث إنشاء كليات جديدة، فقد اصطدم بفيتوات من عدد من الوزراء لا سيما وزراء الرئيس ميشال سليمان الذين إعترضوا على عدم إدراج وزير التربية موضوع إنشاء جامعة خاصة في عمشيت. ونظرا الى هذه الاعتراضات أرجئ البند الى أجل غير مسمى. في المقابل، أقر مجلس الوزراء بندين يكتسبان أهمية: الاول يتعلق بالموافقة على قرض بقيمة 70 مليون أورو من الوكالة الفرنسية للتنمية لتمويل مشروع المياه المبتذلة وتصريفها في منطقة كسروان. والثاني، مشروع فرصة العمل الاولى للشباب والشابات بقيمة 10 مليارات ليرة مقدم من وزير العمل سجعان قزي ويقضي بتوفير فرص عمل لأربعة آلاف شاب وشابة يدخلون سوق العمل للمرة الاولى وذلك على مدى خمس سنوات.

ما وراء الرواية؟

الى ذلك، بدا لافتاً أمس توزيع رواية اعلامية تداولها بعض مواقع التواصل الاجتماعي واحدى المحطات التلفزيونية عن اكتشاف خلية متورطة في اغتيال الوزير السابق الشهيد محمد شطح. وجاء توزيع هذه الرواية قبل أيام قليلة من الذكرى الثانية لاغتيال شطح في 27 كانون الاول 2013 وتحدثت عن توقيف شبكة من 11 شخصاً ينتمون الى كتائب عبدالله عزام ويخضعون للتحقيق لدى مخابرات الجيش، من دون ايضاح اي موعد لتوقيف الشبكة أو لعدم كشف هذا التطور قبل هذا الوقت . كما تحدثت الرواية عن استخدام سيارة مفخخة في الاغتيال خرجت من مخيم عين الحلوة. واللافت في هذا السياق ان وزير المال علي حسن خليل لمح في حديث الى "كلام الناس "مساء من المؤسسة اللبنانية للارسال الى هذه الرواية، مشيراً الى ان هناك تقارير أساسية ومؤكدة عن محاولة كتائب عبدالله عزام استهداف الرئيس نبيه بري، كذلك هناك مؤشرات ومعلومات مهمة عن اغتيال الوزير السابق محمد شطح، مضيفاً انه اذا صحت هذه التقارير فإنها تجهض محاولة الفتنة التي حاولت هذه المجموعات ايجادها بين السنة والشيعة. بيد ان مصدراً أمنياً نفى لاحقاً المعلومات المتداولة عن توقيف شبكة متورطة في اغتيال شطح."

 

الاخبار


خاطفو الرهائن: لا وقف للقتل


وبدورها، كتبت صحيفة "الاخبار" تقول "أخفق الشيخ وسام المصري في الحصول على تعهد من خاطفي العسكريين في جرود عرسال بوقف القتل، وحمل شريطاً من الخاطفين يحمل تهديدات جديدة

أعلن الشيخ وسام المصري من ساحة رياض الصلح أنه توجه الى جرود عرسال أمس بمبادرة شخصية منه، مؤكداً أنه لم يكلف حتى الآن من قبل الدولة اللبنانية. وكشف المصري أنه شاهد العسكريين المخطوفين واطمأن عليهم، كاشفاً أن الخاطفين لم يقبلوا التعهد بعدم قتل المخطوفين.

وحمل المصري معه من الجرود شريط فيديو يظهر فيه ثلاثة من الجنود الأسرى جاثمين على الأرض، وخلف كل منهم مقاتل من داعش يحمل سكيناً، يتحدث أحدهم باللغة الفرنسية ويقول إن رسالته الى «حلفاء فرنسا في لبنان»، مهدداً كلاً من رئيس تيار المستقبل سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. ويتهم المقاتل في الفيديو القيادات الثلاث بأنهم مجرمون أضافوا جرائم جديدة الى جرائمهم من خلال تعاونهم مع «حزب الله». وختم المسلح الفيديو قائلاً: «أنتم فقط المسؤولون عن مصير أسراكم، فمستقبلهم، حياتهم أو موتهم، يتوقف على قراركم».

وكان مجلس الوزراء قد عقد جلسة في السراي الحكومي أمس برئاسة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، وصفها أكثر من مصدر وزاري بـ«الباردة». وكعادته استهل الرئيس سلام الجلسة بالمطالبة بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وتطرق الى قضية العسكريين المخطوفين، فأشار الى أن خلية الأزمة مستمرة في مهمتها من دون انقطاع، معلناً أن «المفاوضات بين الحكومة اللبنانية وخاطفي العسكريين على حالها»، وأن «لا تقدّم ولا تراجع في هذا الملف».

وأوضح أن «لا معلومات جدّية تصلنا ولا حتى طلبات». وقال سلام: «القصّة مش عنّا، فهم (الخاطفون) الذين لا يصدقون ولا يعلنون ما الذين يريدونه تحديداً»، لافتاً إلى أن «الوسيط وسام المصري هو الذي عرض خدماته وهو مدعوم من هيئة العلماء المسلمين، لكننا حتى الآن لم نرَ شيئاً من وساطته».

 

معارك الجرود متواصلة

ميدانياً (رامح حمية)، يبدو أن مسلحي «داعش» ماضون في معركتهم في منطقة القلمون السورية لتصفية سائر فلول «فصائل الجيش الحر» التي لم تبايع خليفتهم أبو بكر البغدادي. المعارك التي انطلقت منذ أيام تواصلت طيلة يوم أمس بين مسلحي «داعش» وما تبقى من مجموعات «الجيش الحر»، بدءاً من منطقة معبر الزمراني وصولاً حتى وادي ميرا شرقاً، وباتجاه الأراضي السورية في الجراجير وقسم من جرود قارة السورية. مسلحو «داعش» وبعد سيطرتهم على المنطقة التي كانت تخضع لسيطرة «لواء مغاوير القصير»، وإعدامهم قائده عرابة إدريس، تابعوا تقدمهم في منطقة وادي ميرا، وأقدموا على إعدام عدد من مسلحي «الحر» أمس، وهددوا بمواصلة هجومهم وإعدام سائر قياديي «الجيش الحر» ما لم يبايعوا التنظيم. ما وصل من معلومات إلى بلدة عرسال عن معارك جرود القلمون الشرقي والغربي يكشف عن مقتل عشرات المسلحين، غالبيتهم من مقاتلي «الجيش الحر».

مصادر عرسالية أوضحت لـ»الأخبار» أن مسلحي «داعش» حسموا خياراتهم لجهة «نيّتهم» السيطرة على منطقة القلمون، خصوصاً أن الشتاء بدأ حصاره الفعلي عليهم، وفي ظل حاجتهم «للمؤونة والغذاء وحتى التمويل». ولم تستبعد المصادر إمكانية أن تتطور المعركة في الجرود، في الأيام القليلة المقبلة، الى صدام بين مجموعات «داعش» ومسلحي «جبهة النصرة». فعلى رغم أن الطرفين لم يتواجها حتى اليوم في القلمون، من غير المستبعد أن يحصل ذلك بعد «نشوة الانتصار» التي حققها مسلحو «داعش»، وقدرته أخيراً على استقدام عناصر مقاتلة تابعة له من محافظة حمص عبر جبال حسيا السورية والنعمات ورأس بعلبك وصولاً حتى جرود عرسال في الزمراني، «في الوقت الذي كان من المفترض فيه على الجيش السوري أن يقمع عمليات التسلل تلك».

ليس هذا وحسب، فملف العسكريين المخطوفين، وبحسب المصادر العرسالية، ثبت أنه من «الملفات المؤثرة على الساحة اللبنانية»، ومن الممكن أن يحاول «داعش»، ومن ضمن خطته لدمج سائر ألوية المعارضة السورية تحت لوائه، أن يسعى للصدام مع «جبهة النصرة» في القلمون، والاستيلاء على العسكريين المخطوفين والحصول على وحدة القرار في التفاوض بشأنهم»، بحسب ما تقول المصادر العرسالية.

إزاء كل ذلك تعيش عرسال حالة من القلق والترقب لمعارك الجرود، وسط تأكيدات «بالوقوف خلف الجيش اللبناني، لمواجهة ذلك المد القادم من الجهة الشرقية». الجيش اللبناني شدد من إجراءاته في النقاط التابعة له عند أطراف بلدة عرسال، وقد شهدت جرود عرسال في محلة وادي عطا وعقبة الجرد حماوة لافتة يوم أمس، بعدما استهدف الجيش بمدفعية الهاون والأسلحة الثقيلة تحركات وظهوراً واضحاً لمسلحين في جرود عقبة الجرد. مصادر أمنية أوضحت لـ»الأخبار» أن اشتباكات محدودة حصلت بين نقاط تابعة للجيش في وادي عطا وعقبة الجرد وبين مجموعة من المسلحين، أدت الى سقوط عدد من القتلى في صفوف المسلحين."

 

اللواء


قبضة «داعش» على القلمون تشتد.. وقضية العسكريين بين التهديد والتطمين

تقارير مقلقة عن التمدد بقاعاً.. والثورة البيضاء مستمرة في الصحة والمالية


وكتبت صحيفة "اللواء" تقول "على مرمى حجر من دخول البلاد عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة، سحب ملف المفاوضات وتحرير العسكريين المخطوفين من التداول الإعلامي، واطمأن الوزراء إلى ما سمعوه من الرئيس تمام سلام، من ان خلية الأزمة ماضية في مهمتها، وأن المعطيات المتوافرة لديها تُشير إلى ان قناة التفاوض بإمكانها ان تؤدي إلى إطلاق سراح العسكريين، وأن المسألة لا تتعلق بالدولة اللبنانية التي أبلغت من يعنيهم الأمر انها على استعداد لدفع ما يلزم من اثمان لا تتجاوز القانون ولا تضر بهيبتها، والكرة الآن في ملعب المجموعات المسلحة والخاطفة للعسكريين التي لم تكشف تماماً عن شروطها، ولم ترسل بكتاب خطي إلى المفاوض اللبناني تتعهد فيه بوضوح انها لن تقدّم على قتل العسكريين، وعليها ان تكف عن المضي في ابتزاز الأهالي والتلاعب بعواطفهم.

في هذا الوقت، كان الأهالي يستمعون إلى طمأنة من الشيخ وسام المصري الذي حضر إلى ساحة رياض الصلح واخبر الأهالي الذين كانوا متواجدين هناك ما جرى معه في جرود عرسال.

وبعد ان نقل رسالة سياسية مؤداها ان «داعش» طلبت من المسؤول في التنظيم عن ملف العسكريين ان يبلغ المصري ان التنظيم منزعج من ترك الدولة اللبنانية «حزب الله» يتدخل دون رادع في الحرب السورية لمصلحة النظام، أبلغ المصري الأهالي انه شاهد 9 عسكريين وهم في صحة جيدة، ومعنوياتهم مرتفعة بعض الشيء، لكنه ابلغهم أيضاً ان الجندي سيف ذبيان يعاني من التهابات حادّة في اذنه، وأن الجندي مصطفى وهبة يُعاني بدوره من التهابات في قدمه.

لكن اللافت ان المصري الذي لم يلتق في جرود عرسال سوى مسؤولين عن «داعش» من دون جبهة «النصرة» التي سبق ان كلفته التوسط مع الدولة اللبنانية، ثم تراجعت نفى ان يكون مكلفاً من الدولة اللبنانية، وانه قام بهذه الزيارة «تبرعاً» منه، معرضاً حياته للخطر، ورفض بعد ذلك الإجابة على أي سؤال من الصحفيين الذين تجمعوا حوله، بحجة حساسية الملف وسلامة الشباب، مؤكداً انه لم يحمل من «داعش» أي تعهد بعدم قتل العسكريين الذين قال انه شاهدهم وهو «مطمش العينين».

وتزامن المؤتمر الصحفي للمصري مع توجيه تنظيم «الدولة الاسلامية» عبر مقاتليها المتواجدين في جرود عرسال رسالة إلى كل من الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.

وبثت قناة «الجديد» ليل أمس فيديو يظهر فيه ثلاثة من الجنود الأسرى، ويتحدث أحد المقاتلين فيه بلغة فرنسية، ويقول ان رسالته إلى حلفاء فرنسا في لبنان هي ان «الدولة الاسلامية» في حرب ضد حزب الله، ويتهم المقاتل في الفيديو القيادات الثلاثة بانهم مجرمون اضافوا جرائم جديدة إلى جرائمهم خلال تعاونهم مع «حزب الله».

يختم المسلح الفيديو قائلاً: «انتم فقط المسؤولون عن مصير اسراكم فمستقبلهم حياتهم أو موتهم يتوقف على قراركم».

وكان وفد من اهالي العسكريين قصد «بيت الوسط» أمس واجتمع إلى الأمين العام لتيار «المستقبل» أحمد الحريري الذي أكّد ان التيار مع دفع أي ثمن مقابل تحرير العسكريين، وانه لا يعارض المقايضة، فيما اشارت معلومات إلى ان الحريري اعتبر ان الموقوف في «كتائب عبد الله عزام» نعيم عباس يُشكّل عقبة لأن المجموعات المسلحة تصر على اطلاقه، في حين انه لا يمكن للدولة ان توافق على هذا الأمر.

في غضون ذلك، أكدت مصادر وزارية لـ«اللواء» ان الموضوع المطروح الآن ليس القرار بالمقايضة أو عدمها، فهذا أمر مبتوت فيه، بل بوضوح شروط الجهات الخاطفة، وهذا الأمر هو ما يجعل ملف العسكريين يمر في مرحلة حرجة ومعقدة، لكنه غير ميؤوس من إمكانية الانتقال إلى وضع أفضل، وبالتالي فلا حاجة للكلام والأخذ والرد.

خوف على البقاع

إلا أن التطورات الميدانية على الجبهة السورية من منطقة القلمون وإلقاء تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» بثقله لإحكام قبضته على المنطقة، ولو على حساب الفصائل السورية الأخرى من «الجيش السوري الحر» الى «النصرة» و«أحرار الشام» وغيرها، أضفت على بعد خطف العسكريين أبعاداً إضافية تتعلق بمستقبل الصراع واحتمالات امتداده الى الحدود اللبنانية من جهة عرسال، ومنطقة البقاع الشمالي عموماً.

وبحسب المعلومات، فإن الأجهزة الأمنية والدوائر الرسمية تراقب بكثير من الحذر ما يجري على الجهة السورية حيث يحاول تنظيم الدولة الاسلامية تشديد قبضته على المنطقة من خلال اكتساح مواقع الفصائل المسلحة الأخرى، سواء من خلال الضغوط التي يمارسها على المسلحين المتواجدين في المنطقة، والذين أعلن معظمهم انضمامهم الى التنظيم، أو عبر المعركة العسكرية التي بدأت منذ يومين مع عناصر «الجيش الحر» والتي أسفرت حتى الآن عن مقتل قائد «الحر» وتقدم مقاتلي «داعش» في مواقعه.

وقالت معلومات أن مجموعات من «الجيش الحر» استسلمت «لداعش» وانضمت إليه، في حين أعدم كل من تم أسره من قبل التنظيم.

وتخشى هذه الدوائر أن تكون خطة «داعش» بإحكام سيطرتها على المنطقة بمثابة التمهيد لهجوم باتجاه الأراضي اللبنانية بهدف إحداث ثغرة تستطيع من خلالها تأمين حركة التموين اللازمة في الشتاء، وإيجاد قاعدة خلفية لمقاتليها ومعالجة جرحاها في المنطقة، الأمر الذي من شأنه أن ينعكس تدهوراً محتملاً للوضع في منطقة عرسال وجوارها من جراء التطورات الأمنية في القلمون السورية.

مجلس الوزراء

وعلى صعيد جلسة مجلس الوزراء، وطبقاً لما توقعته «اللواء» فإن بنود الترخيص لجامعات وكليات جديدة أرجئ بعد اعتراض من قبل عدد من الوزراء، بمن فيهم وزراء الرئيس ميشال سليمان الثلاثة الذين اعترضوا على ما أسموه «الاستنسابية» في الترخيص لجامعتين دون سواهما.

وفي اتصال مع «اللواء» قال وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي: اعترضنا على بند الترخيص بسبب وجود قرار سابق من مجلس الوزراء ينص على أن كل جامعة أنجزت الترخيص وفق القانون الذي صدر مؤخراً عن مجلس النواب، وتستوفي الشروط، وحازت على موافقة مجلس التعليم العالي، يصار الى عرض ملفاتها لنيل الموافقة على الترخيص في مجلس الوزراء، أما المعروض فهو جامعتان فقط، الأمر الذي يخالف هذا القرار.

وعُلم من مصادر وزارية أن وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش أكد أهمية عرض السلة المتكاملة على الحكومة فلا يعرض الترخيص لجامعة أو اثنتين، كما عُلم أن وزراء حزب الكتائب ذكروا بموقفهم المعارض لإنشاء كليات قبل معرفة الجدوى منها.

وأفيد أن هناك وزراء كانوا يفضلوا حصول جامعات مرموقة على الترخيص دون اللجوء الى الاعتراض.

اما في خصوص ملف النفايات الصلبة، الذي كان وزير البيئة محمّد المشنوق يأمل ان يعرض من خارج جدول الأعمال، فقد تقرر ان يبحث بالتفصيل في الجلسة التي تقرر ان تعقد في الثالثة بعد ظهر الثلاثاء المقبل، وتكون الجلسة الأخيرة للمجلس في هذا العام.

واستناداً إلى هذا القرار، وزّع على الوزراء التقرير الذي اعده الوزير المشنوق، وهو عبارة عن صفحة فولسكاب يتضمن تقسيم المناطق والمناقصات ودفتر الشروط.

ويحدد التقرير مناطق الخدمات الثلاث وطريقة اجراء مناقصتين لكل منطقة على صعيد الكنس والجمع واللم، وعلى معالجة وطمر النفايات.

وأوضح المشنوق لـ«اللواء» انه لا يستطيع ان يعد بشيء، قبل ان يلمس كيفية مقاربة مجلس الوزراء بهذا الملف يوم الثلاثاء، مؤكداً انه في البيئة لا يشتغل في السياسة، مستبعداً امكانية اقفال مطمر الناعمة في 17 كانون الثاني المقبل، لاعتبارات كثيرة من أهمها صعوبة إنجاز المناقصات قبل هذا التاريخ، متوقعاً تمديداً تقنياً محتماً لمطمر الناعمة إلى حين انطلاق الأمور في هذا الملف الذي وصفه بأنه «مسؤولية وطنية»، وأن «لا خيارات أخرى امامنا»، عازياً التأخير إلى محرقة برج حمود منذ أيّار الماضي ولغاية الآن.

حزب الله عند سليمان

سياسياً، سجل أمس، زيارة وفد من «حزب الله» للرئيس السابق ميشال سليمان، بعد شبه قطيعة بين الطرفين، بسبب توتر العلاقة بينهما منذ ما قبل انتهاء ولاية سليمان الذي شدّد خلال اللقاء على اهمية الحوار إلى المصارحة والحقائق لتكون النتيجة أفضل، فيما أعلن النائب محمّد رعد الذي رأس الوفد بأن الحزب قرّر ان يبقى على تواصل من أجل التفكير في ما يصلح شأن البلد واستقراره.

وتزامنت الزيارة مع موقف لنائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم اعتبر فيه ان الحوار هو الطريق الوحيد المتاح لمعالجة اوضاعنا وحل مشاكلنا، مؤكداً بأن الحوار مطلوب شكلاً ومضموناً، وانه عندما ينطلق بحده الأدنى فإنه يفتح الأبواب للحلول.

الثورة البيضاء

وبانتظار انطلاق الحوار بين «حزب الله» و«المستقبل»، بعد عودة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ليلاً من زيارته إلى المملكة العربية السعودية،  استأثرت «الثورة البيضاء» التي يقف على رأسها عدد من الوزراء ضد أوكار الفساد في لبنان، بالاهتمامات الإعلامية والسياسية والدبلوماسية، في ظل توجه حكومي يطرح احداث صدمة إيجابية بتحريك الحركة الاقتصادية، بإعادة النظر باسعار السلع الغذائية في ضوء تراجع أسعار النفط، لأن ذلك ينعكس على الأسعار عندما يرتفع سعر البرميل، ويجب ان تنخفض إذا انخفض البرميل.

وتوقع خبير اقتصادي بأن يجري البحث في تخفيض تدريجي للاسعار من 10 إلى 40 في المائة، لأن التجار ليس بامكانهم الاحتفاظ بمخزونهم لوقت طويل.

وبالاضافة إلى تخفيض سعر الخبز يجري البحث في تخفيض أسعار الحبوب والزيوت، على ان تشهد السنة الجديدة، وفي غضون الأشهر الثلاثة الأوّلى منها ترجمة لهذا التوجه.

اما على صعيد حملة الوزير وائل أبو فاعور، فقد أعلن ان إجراءات القمح الرسمية في مرفأ بيروت لا تستوفي شروط السلامة الغذائية، معلناً اللائحة رقم 12 بمؤسسات مخالفة في بيروت ومناطق أخرى ومطاعم وملاحم في جونيه وجبيل والبرج الشمالي وبعقلين كاشفاً عن مؤسسات حسنت اوضاعها والتزمت بما طلب منها، معلناً منع إدخال أي منتج غذائي للأطفال دون ثلاث سنوات قبل فحصه من قبل وزارة الصحة.

اما الوزير علي حسن خليل، فقال خلال اطلالة مطولة مع المؤسسة اللبنانية للارسال، بأنه ماض في إجراءاته في وزارة المال ومديرية الشؤون العقارية، وانه بعد اجراء تشكيلات بدءاً من الأسبوع المقبل في كافة مراكز السجلات العقارية ودوائر المساحة، مؤكداً انه عازم على استعادة المساحات العائدة للمشاعات والبلديات من الذين مسحت على اسمائهم من دون وجه حق أو أي مسوغ قانوني، كاشفاً في مجال آخر انه احال موازنة العام 2015 في 22 آب الماضي إلى مجلس الوزراء."

 

الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها