29-03-2024 03:37 AM بتوقيت القدس المحتلة

السيد فضل الله: الخطاب المتشنج يجذب البعض إلى أتون الفتنة

السيد فضل الله: الخطاب المتشنج يجذب البعض إلى أتون الفتنة

ألقى السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك قال "في لبنان كشفت فيه الأحداث الأخيرة في طرابلس ومحيطها وغيرها من المناطق

ألقى السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك قال "في لبنان كشفت فيه الأحداث الأخيرة في طرابلس ومحيطها وغيرها من المناطق، مدى الاستهداف الذي يتعرض له هذا البلد من الداخل، والذي يأتي مترافقا ومترابطا مع استهداف الخارج، مما كانت تداعياته خطيرة، لولا وعي اللبنانيين، وتضحيات الجيش اللبناني، وسهر القوى الأمنية وحضورها".

واعتبر ان "ما جرى بات يحتم على اللبنانيين، وأكثر من أي وقت مضى، المزيد من التكاتف والتواصل، ورص الصفوف، والكف عن إطلاق الخطابات التوتيرية والسجالات، وعن تسجيل النقاط على بعضهم البعض، وإلقاء الاتهامات جزافا، والحديث عن استهداف لهذه الطائفة أو تلك، ولعبة شد العصب".

ورأى أن "الخطاب المتشنج الذي يصدر عن مواقع سياسية أو دينية، يساهم في اجتذاب البعض إلى أتون الفتنة، وإذا استمر هذا الخطاب، فإنه سيسمح بدخول الآخرين على الخط، وسيساهم في حدوث جولات عنف جديدة".

ودعا "كل القيادات الواعية والمؤثرة إلى تحمل مسؤولياتها في تعزيز الخطاب الواعي والوحدوي؛ الخطاب الذي يجمع ولا يفرق، والذي لا يجعل مشكلة هذا المذهب والدين والموقع السياسي، هو المذهب الآخر، والدين الآخر، والموقع السياسي الآخر، بل ينبغي أن تكون مشكلة الجميع، هي كل الذين يريدون العبث بوحدة الوطن واستقراره وأمنه، انطلاقا من آفاقهم الضيقة، ومنطقهم الإلغائي والإقصائي، وكل الذين يريدون إبقاء لبنان ساحة لتصفية الحسابات، ولا يريدون له الاستقرار والازدهار".

وأكد ان "على الدولة أن لا تكتفي بالمعالجة الأمنية، رغم الحاجة إليها، بل لا بد من أن تواكبها بمعالجة اجتماعية واقتصادية وإنمائية وتربوية.. فالعلاج الأمني لوحده، قد يرتد سلبا، وقد يكون لمصلحة من أشعلوا النيران في المدينة، إن لم يواكب بتلك المعالجات".

وتابع "يبقى جرح مخطوفي الجيش اللبناني نازفا، وتستمر معاناة أهاليهم، في ظل التعقيد في معالجة هذا الملف، نظرا إلى تزايد مطالب الخاطفين ومماطلتهم، الأمر الذي يتطلب من الدولة الجدية في اجتراح الحلول التي تجنب البلد تجرع الكأس المرة".

وكرر الدعوة الى "الأهالي، الذين نعيش آلامهم، ونتحسس خوفهم على أولادهم، ولا سيما في ظل الضغط النفسي الكبير الذي يمارسه الخاطفون، إلى الصبر. ونحن نراهن دائما على وعيهم، وعلى أن يستحضروا عنفوان أبنائهم في كل تحركاتهم؛ هؤلاء الذين نذروا أنفسهم لخدمة وطنهم، والتضحية لأجله".