صرامة الآباء تخلق لدى أطفالهم احترافية الكذب! – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

صرامة الآباء تخلق لدى أطفالهم احترافية الكذب!

صرامة الآباء تخلق لدى أطفالهم احترافية الكذب!
صرامة الآباء تخلق لدى أطفالهم احترافية الكذب!

هل يوجد أي إيجابية لكون طفلك يحترف الكذب!؟ وهل لطريقة تربيتك له علاقة بسلوكه هذا؟

هل أنت أبٌ صارم ومن ذلك النوع الذي يفرض سلطة أبوية مشددة على أبنائه؟ أم أنك أب أكثر تحرراً وتتعامل بعقلية أكثر مع أبنائك!؟ إذا كنت من النوع الصارم في تعامله مع أبنائه فإن العلم لديه بعض الأخبار السيئة لك.

ميولك الاستبدادي هذا سيدفع أبنائك ليظهروا لك جانبا غير حقيقي من شخصيتهم وعلاقاتهم. ووفقاً للباحثة فيكتورا تلور الخبيرة في مجال التنمية الاجتماعية والمعرفية للأطفال في جامعة Mc Gill: صرامة الآباء لن تكون نافعة وخصوصاً أنك تتعامل مع الأطفال الذين لديهم طرق وأساليب محترفة في الخداع والتحايل. عندما تخلق حزمة من العقوبات لا مجال للهروب منها أو تجنبها، فإن الأطفال في هذه الحالة سيبتكرون أكاذيب جديدة للتملص.

”تلور“ وزميلاتها عملن على تطوير اختبار لاكتشاف الذين يعتمدون على الكذب في تعاملاتهم، وذلك من فئة اليافعين فقط. الاختبار جرى في مدرستين غرب افريقيا، الأولى تم اعتماد قواعد بسيطة وغير صارمة فيها، والثانية تم اعتماد نظام تأديبي قاسٍ جداً.

الاختبار كان على هيئة لعبة بسيطة اطلقت تلور وزميلاتها عليها اسم ”لعبة اختلاس النظر“ حيث كان على الأطفال تخمين الشيء الذي يصدر أصوات من خلفهم.

في المدارس التي تعتمد اللين في تعاملها مع الأطفال، وجدت تلور أن درجة كذب الطلاب فيها مشابهة لما قد تجده في أي مدرسة غربية عادية، أما في المدارس ذات القوانين الصارمة كان لديها نسبة كبيرة من الأطفال الذين لجأوا إلى الكذب بسرعة.
فالواقع يفرض هذه المفارقة، تعليم وتربية قاسيتان ينتجان جيل محترف للمراوغة والاحتيال.

ومن منطلق آخر، فلا أحد ينكر أن قدرة الطفل على إخفاء أثر أخطائه دليل على ذكائه. وهنا تكمن الصعوبة، الكذب ليس بالضرورة شيء ذو أبعاد سلبية فقط.

بغض النظر عن كون تلك المهارة في الكذب قد نشأت لدى الطفل بشكل طبيعي، أو كانت نتيجة للصرامة الأبوية، فإن الكذب لدى الأطفال ليس إشارة على أنهم بدأوا طريقا ضالاً، بل على العكس هي إشارة على أنهم يطورون مهارة نفسية لديهم.

وتبعا لنظرية ”النموذج التنموي للكذب“ الموضوعة من قبل العالمة النفسية تلور وزميلاتها، إن الأطفال وفي حوالي سن الثانية من العمر يبدؤون في صنع بعض الأكاذيب، والتي يمكن أن نطلق عليها اسم ”أكاذيب بدائية“. الأطفال هنا خلقوا تلك الأكاذيب لإخفاء أعمالهم المشينة، وفي نفس الوقت هم لا يأخذون بعين الاعتبار استجواب ابائهم لهم كسبب لتلك الأكاذيب، وبالإضافة لذلك فإن تلك الأكاذيب ستكون بشكل عام غير مقنعة وغير قابلة للتصديق.

وبعد سن الرابعة تأتي المرحلة الثانية من الكذب، حيث تكون هنا كاعتراف ضمني من الكاذب بشخصيته وسلوكه وتفكيره، وتكون في هذه المرحلة الأكاذيب منطقية وقابلة للتصديق.

المرحلة الثالثة من الأكاذيب تبدأ من سن السابعة أو الثامنة، حيث يقوم الأطفال عندها بدمج حقائق وأكاذيب لخلق قصة منطقية ومتماسكة.

وهذه المراحل كلما كان ظهورها لدى طفلك بسن مبكرة أكثر، فإن هذا يدل على مستوى ذكاء أكبر من مستوى الذكاء المتوسط لدى الأطفال.

التحكم بتقاسيم الوجه، والتعامل الجيد مع لغة الجسد يمكن أخذه نقطة لصالحك في التلاعب بمشاعر الآخرين، وذلك كنوع من المهارة في الكذب العاطفي،  والذي يحترفه الأطفال أكثر من البالغين.

لذا لا تقلقوا عزيزاي الوالدان، فإنكم تملكون القدرة على خلق عبقريكم الصغير وذلك من الانطلاق من ابنكم الذي يكثر الكذب، وفي نفس الوقت قد تخطئون وتخلقون طفل مشاكس ومثير للمشاكل، لذا اخطوا بحذر فيما يتعلق بهذا الأمر.

المصدر: مواقع

رأيكم يهمنا

شاركوا معنا في إستبيان دورة برامج شهر رمضان المبارك