ما الذي نراه عندما تكون أعيننا مغمضة؟ – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

ما الذي نراه عندما تكون أعيننا مغمضة؟

ماذا يحدث عندما تكون أعيننا مغمضة؟ سؤال قد يأتي في ذهن البعض لما يشعرون به في هذه الحالة -التي يصفها أستاذ طب العيون بجامعة كاليفورنيا ديفيس إيفان شواب- بأنها يمكن أن تكون أقرب إلى المغامرات الخيالية الغريبة بواسطة المشكال، وهو أنبوب مرايا يعمل بمبدأ الانعكاس المتعدد يمكن بواسطته رؤية ألوان وتصاميم جميلة.
ويوضح د. شواب أن الذين ينامون وأعينهم معصوبة يمكن أن يشهدوا هذه الظاهرة، وهي أنه حتى في حالة انعدام أي ضوء مرئي فإن المجال البصري لا يحجبه شيء. والأمر أشبه بالهلوسة ولكن بدون العقار.

وعندما ينغلق الجفنان -ولكن بدون عصابة العينين- يمكن لمعظم الناس رؤية غيوم جميلة ناعمة وأشكال هندسية وومضات من البياض والثلج ومجموعة من الألوان، والأطفال بصفة خاصة يعشقون فعل ذلك لأنها ممتعة ولأنهم فضوليون بطبعهم.

ومسار الرؤية -حسب د. شواب- هو من العين إلى المخ. فإذا قمت بالضغط على مقلة العين وهي مغلقة فقد ترى انفجارا بالألوان. وتفسير ذلك أن المستقبلات الضوئية، وهي الخلايا الموجودة في شبكية العين التي تكتشف الضوء، لا تعرف الفرق بين المنبهات وليس لديها سوى خيار واحد للتفاعل وهو توجيه رسالة إلى المخ. والضغط سيجعلها تتصرف كما لو كانت تُحفز بواسطة الضوء.

ويمكن تشكيل تأثير مماثل بظروف خاصة في المختبر باستخدام مصدر مغناطيسي يوضع خلف الرأس حيث تقع القشرة البصرية. وما تراه في كلتا الحالتين يسمى وبصات (فوسفينات) وهي إحساس بالضوء والألوان ينتجه محفز آخر غير الضوء.

ويمكن لأي شخص أن يرى وفرة كبيرة من الأشياء عند غلق العينين فيما يعرف بظاهرة داخل العين، وهي حالة وجود مؤثرات بصرية داخل العين ذاتها. وهذه تشمل الوبصات وغيرها من المؤثرات البصرية الناتجة عن العين أو المخ. وقد تشمل هذه الظواهر المرئية للعين المغلقة خلايا دم بيضاء داخل الشعيرات الدموية حول جزء من شبكية العين التي تسمى نقرة (فوفيا) حيث تنبض بنبض القلب، ونقاط بيضاء مذيلة وعوامات وخطوط عمودية وأفقية.

وبدون عصابة العين يدخل نحو 80% من الضوء إلى الجفن المغلق، وبمجرد أن تتكيف العينان مع الظلام يمكن أن تظهر الكثير من الوبصات. وهذه الصور تُنتج داخل المخ، وبالتالي فإن نظام الرؤية ينشئ هذه الأشكال أو الألوان أو الأنماط باستخدام الضوء المتوفر المتبقي.

ويختم د. شواب بأن العلم الحديث أظهر أن المستقبلات الضوئية لا تنغلق تماما دائما ويمكنها أحيانا أن تنطلق بدون محفزات ضوئية. وما نراه ببساطة عندما تكون أعيننا مغلقة هو إشارات دخيلة تذهب إلى الدماغ “ويقول الدماغ هل رأيت شيئا؟ لكنها مجرد ضوضاء بصرية”.

المصدر: وول ستريت جورنال

رأيكم يهمنا

شاركوا معنا في إستبيان دورة برامج شهر رمضان المبارك