خطبة الجمعة للشيخ علي دعموش في 12-4-2019 – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

خطبة الجمعة للشيخ علي دعموش في 12-4-2019

الشيخ علي دعموش

أشار نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة الى أن الولايات المتحدة وإدارة ترامب لا تزال مستمرة في عدوانها على شعوب ودول المنطقة فالقرارات والإجراءات التي يقوم بها ترامب باتت تطال الجميع وتستهدف المقدسات والحقوق من إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني مروراً بوضع الجولان تحت السيادة الاسرائيلية وصولاً إلى إعتبار الحرس الثوري الايراني منظمة إرهابية.

وقال: هذه الإجراءات تكشف عن مدى العداء الأمريكي لشعوب المنطقة واستهتارها بإرضهم ومقدساتهم وحقوقهم، معتبرا: أن أميركا تعادي وتتآمر على كل حركات المقاومة ومن يدعمها وعلى كل من يقف في وجه إسرائيل وأطماعها ويرفض المشاريع الأمريكية الإستعمارية الجديدة في المنطقة.

ورأى ان أميركا تعاقب إيران اليوم بسبب موقفها الداعم للقضية الفلسطينية ورفضها للمشاريع الأمريكية والصهيونية في المنطقة ودعمها لحركات المقاومة ولشعوب المنطقة وحقوقهم ودورها في الإنتصارات والإنجازات التي حققها ويحققها محور المقاومة في المنطقة في مواجهة المحور الأميركي وأدواته، من العراق إلى سوريا ولبنان وفلسطين وصولاً إلى اليمن.

ولفت الى ان الهدف من كل ذلك هو إخضاع شعوب ودول المنطقة للإرادة الأمريكية وللشروط الأميركية والضغط على شعوب المنطقة ودولها ليتخلوا عن حقوقهم وأرضهم وكراماتهم ويخضعوا بالكامل للإحتلال الإسرائيلي ويقبلوا بصفقة القرن التي تُجهز على ما تبقى من القضية الفلسطينية لمصلحة الكيان الصهيوني.

وأضاف: هناك طموحات أمريكية وإسرئيلية لبناء شرق أوسط جديد تلعب فيه إسرائيل دوراً محورياً وتكون هي الأقوى في المنطقة، لكن شعوب وحركات المقاومة ستقف في وجه هذا المشروع وتهزمه كما هزمت غيره من مشاريع في سوريا وغيرها .

وشدد الشيخ دعموش: على ان أميركا هي سبب كل دمار وخراب وضياع حق في المنطقة، فالتدخل الأميركي دمر أفغانستان والعراق وسوريا واليمن وتسبب بمعاناة ملايين النازحين والمنكوبين وترك وراءه مئات ألاف القتلى والجرحى في العالمين العربي والإسلامي واليوم تحاول أميركا إدخال بلدان عربية جديدة في الحرب وتحاول إستغلال الحراك الشعبي في الجزائر والسودان وغيرها لإحداث الفتنة وتدمير هذه البلدان كما دمرت غيرها.

وأكد أن على اللبنايين أن يأخذوا العبرة مما يحصل لغيرهم بسبب التدخل الأميركي وأن لا يصغوا للتحريض الأميركي لأن الهدف من التحريض هو إيقاع الفتنة بين اللبنانيين وإدخال لبنان في أتون الحرب التي أدخلوا فيها سوريا وغيرها.

نص الخطبة

الامام علي بن الحسين(ع) هو الامام الرابع من أئمّة أهل البيت (ع)، وقد اشتهر بلقب زين العابدين أو سيّد العابدين ، والسجّاد، وذي الثفنات .

ولد في المدينة في الخامس من شعبان من سنة ٣٨ هجريّة ، وتوفّي فيها يوم الخامس والعشرين من محرَّم عام ٩٥ هجريّة، ، ودفن في البقيع الى جانب عمّه الامام الحسن(ع).

عُرف الامام السجاد(ع) بعلمه وسعة معرفته وفضله وعلو مقامه، وفضائله ومناقبه أكثر من أن تحصى ، وقد شهد بها كبار العلماء من معاصريه أو من القريبين من عصره.

قال (الزهري)، وهو من كبار علماء ذلك العصر، ولم يكن شيعيّاً، وكان مصاحباً للإمام زين العابدين (ع): “ما رأيت هاشمياً أفضل من عليّ بن الحسين ولا أفقه منه”.

وقال في كلام آخر: “ما رأيت قرشيّاً أفضل منه”.

وقال الإمام مالك: “سمي زين العابدين لكثرة عبادته”.

وقال سفيان بن عيينة: “ما رأيت هاشميّاً أفضل من زين العابدين ولا أفقه منه”.

وعدّ الإمام الشّافعي عليّ بن الحسين “أفقه أهل المدينة”، حتى إنّ بعض خلفاء بني أميّة قالوا، كما ذكر ذلك عن عبد الملك بن مروان، وهو يخاطب الإمام زين العابدين: “ولقد أوتيت من العلم والدّين والورع ما لم يؤته أحد مثلك قبلك، إلا من مضى من سلفك من أجدادك وآبائك”.

وقال رجل لسعيد بن المسيب: ما رأيت رجلاً أورع من فلان ـ وسمّى رجلاً ـ فقال له سعيد: أما رأيت عليّ بن الحسين؟ فقال: لا، فقال: ما رأيت أورع منه.

أما عبادته وأخلاقه: فقد كان(ع) إذا قام لأداء الصلاة اقشعرّ بدنه، واصفرّ لونه، وارتعدت فرائصه، وكان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة، وكانت تسقط منه كلّ سنة سبع ثفنات من مواضع سجوده، لكثرة صلواته، وكان يجمعها، ولما توفي دفنت معه.

وكان يحسن إلى من يسيء إليه، فيقابل الإساءة بالحسنة، ومن ذلك، أنَّ هشام بن إسماعيل كان أميراً على المدينة من قبل الوليد بن يزيد، الخليفة الأموي، وكان يتعمَّد الإساءة إلى الإمام وأهل بيته، وصادف أن الوليد عزل الأمير وأمر أن يوقف للناس في الطريق العامّ، ليقتصّوا منه، وكان الأمير لا يخاف أحداً كخوفه من الإمام السجّاد، ولكن الإمام أوصى أهله وأصحابه أن لا يسيئوا إليه، ولم يستثمر هذا الموقف ليقتص منه او يثأر منه ، وإنما ذهب إليه بنفسه، وقال له: لا بأس عليك منّا، وأية حاجة تعرض لك فعلينا قضاؤها.

وكان للإمام ابن عمّ يؤذيه، وينال منه، فكان الامام يأتيه ليلاً، ويعطيه الدنانير، فيقول الرجل: لكنّ عليّ بن الحسين لا يصلني بشيء، فلا جزاه الله خيراً، فيسمع الامام منه ذلك ويغفر له ولا يجيبه بشيء. فلمّا مات الامام، انقطعت الدنانير عن ابن عمه، فعلم أنّه هو الّذي كان يصله.

وكان يقول لمن يشتمه: إن كنت كما قلت، فأسأل الله أن يغفر لي، وإن لم أكن كما قلت، فأسأل الله أن يغفر لك.

ونقرأ كيف كانت منـزلة الإمام لدى الناس، فعن سفيان بن عيينة قال: قلت للزهري لقيت علي بن الحسين، قال: نعم لقيته، وما لقيت أحداً أفضل منه، والله ما علمت له صديقاً في السرّ ولا عدواً في العلانية، فقيل له: وكيف ذلك؟ قال: لأني لم أرَ أحداً وإن كان يحبّه إلا وهو لشدة معرفته بفضله يحسده، ولا رأيت أحداً وإن كان يبغضه إلا وهو لشدة مداراته له يداريه”.

لقد كان الامام السجاد قمة في الأخلاق ، وكان يركّز على تكون أخلاق الانسان متأصلة في شخصيته وذاته وليس حالة طارئة او تجارية ونفعية يقابل بها من يحسن اليه ، وانما حالة راسخة في النفس يتعامل بها مع الجميع وفي مختلف الظروف والأوضاع، يتعامل بها مع من يسيء اليه او يحسن اليه ومع من يصله ومن يقاطعه .. وهذا ما كان يدعو به الامام(ع) في دعاء مكارم الأخلاق فيقول : وسدّدني لأن أعارض من غشّني بالنصح، وأجزي من هجرني بالبرّ، وأثيب من حرمني بالبذل، وأكافي من قطعني بالصلة، وأخالف من اغتابني إلى حسن الذكر، وأن أشكر الحسنة، وأغضي عن السيئة”.

وكان (ع) كثير الصدقات ، وكان يوصل صدقاته ليلاً دون أن يعلم به أحد، وقد روي أنه (ع) كان يعول مائة عائلة من أهالي المدينة، لا يدرون من يأتيهم بالصّدقات، ولما توفّي (ع) أدركوا ذلك وعرفوا ان علي بن الحسين هو من كان يأتيهم بها.

وفي رواية: أنّه (ع) كان يحمل جراب الخبز على ظهره في اللّيل، فيتصدّق به ويقول: صدقة السرّ تطفئ غضب الرّبّ.

وفي رواية، كان أهل المدينة يقولون: ما فقدنا صدقة السّرّ حتى مات عليّ بن الحسين (ع).

وكان يخرج في اللّيلة الظلماء، فيحمل الجراب على ظهره، وفيه الصّرر من الدّنانير والدراهم، وربّما حمل على ظهره الطعام والحطب، حتَّى يأتي باباً باباً، فيقرعه، ثمّ يناول من يخرج إليه، وهو متستر، ولما وضع على المغتسل، نظروا إلى ظهره، وعليه مثل ركب الإبل ممّا كان يحمل إلى منازل الفقراء والمساكين.

هناك بعض التعاليم الأخلاقية والاجتماعية التي أطلقها الامام(ع) ليوجهنا نحو السلوك الحسن والتعامل الإيجابي مع الناس من حولنا..

يقول(ع): “ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فيه كان في كنف الله في رعايته وحمايته وأظلّه الله يوم القيامة في ظلّ عرشه ، وآمنه من اليوم الأكبر ـ أي إذا حصل الإنسان على هذه الصفات الثلاث كان تحت ظلّ عرش الله، وكان آمناً من الفزع الأكبر في أهوال يوم القيامة ـ مَنْ أعطى النّاس من نفسه ما هو سائلهم لنفسه ـ أي أنَّه يعامل الناس بما يحب أن يعاملوه به ـ ورجلٌ لم يقدّم رجلاً إلى شهوة أو حرام حتى يعلم أنَّه في طاعة الله قدّمها أو في معصيته، ورجلٌ لم يَعِبْ أخاه بعيب حتى يترك ذلك العيبَ من نفسه ـ إذا أردتَ أن تنتقد أخاك، فارجع إلى نفسك، فإذا كنت سالماً من العيوب التي تنتقدها فانتقده، وإلا فعلى أيِّ أساسٍ تعيب أخاك ـوكفى بالمرء شغلاً لنفسه عن عيوب الناس”، اشغل نفسك بعيوبك قبل انتقاد الناس..

ويقول(ع) في حديث آخر: “إذا كان يوم القيامة، نادى منادٍ ليقم أهل الفضل الذين لهم التميّز، فيقوم ناسٌ من الناس، فيُقال لهم: انطلقوا إلى الجنّة، فتتلقّاهم الملائكة وتسألهم إلى أين؟ فيجيبون: إلى الجنّة، قالت الملائكة: قبل الحساب؟ قالوا: نعم، قالوا مَنْ أنتم؟ قالوا: أهل الفضل، قالوا: وما كان فضلكم؟ قالوا: كنا إذا جهل علينا حَلمنا، وإذا ظُلمنا صبرنا، وإذا أسيء إلينا غفرنا، قالوا: ادخلوا الجنّة بغير حساب.. ثم ينادي منادٍ: ليقم أهل الصبر، فتتلقّاهم الملائكة، فيُقال انطلقوا إلى الجنّة، ويحدث مثل ذلك، فيُقال لهم: وما كان صبركم؟ قالوا: صبّرنا أنفسنا على طاعة الله ـ فالتزمنا بكلِّ ما أمرنا الله، وكنا نصبّر أنفسنا رغم ما كانت تعانيه من ضغوط نفسيّة واجتماعية تحاول أن تدفعها للتخلّي عن مسؤولياتها، وصبّرناها عن معصية الله عزَّ وجلّ، فإذا اتجهت نفوسنا إلى الشهوات وارتكاب المعاصي كنا نلزمها بالامتناع عن كلِّ ذلك ـ قالوا: ادخلوا الجنّة فنِعمَ أجرُ العاملين، ثم ينادي منادٍ: ليقم جيران الله في داره، فيقوم ناسٌ من النّاس وهم قليل، فيُقال لهم: انطلقوا إلى الجنّة، فتتلقّاهم الملائكة ويحدث مثل ذلك، فيُقال لهم: بما جاورتم الله في داره؟ قالوا: كنا نتزاور في الله عزَّ وجلّ ـ كنا نلتقي، لا لعلاقة عاطفيّة أو شخصيّة، بل قربةً إلى الله ـ ونتجالس في الله ـ نتجالس على أساس علاقة الإيمان ـ ونتباذل في الله ـ يبذل كلٌّ منا نفسه في الله ـ قالوا: ادخلوا الجنّة فنعمَ أجرُ العاملين”.

ويريد الإمام(ع) من خلال هذه التعاليم أن يبيّن لنا أنَّ هذه القيم الأخلاقية من حلم وصبر ومغفرة وتسامح وتواصل وبَذْلٍ، تمثّل الخطَّ الإسلامي الذي يمنح الإنسان الجائزة الكبرى ، فيدخل إلى الجنّة بغير حساب.. ويفوز في الدنيا ايضا وتساعده على تجاوز المحن وتحقيق الانتصارات والانجازات في كل الميادين والساحات.

لا تزال الولايات المتحدة وإدارة ترامب مستمرة في عدوانها على شعوب ودول المنطقة فالقرارات والإجراءات التي يقوم بها ترامب باتت تطال الجميع وتستهدف المقدسات والحقوق من إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني مروراً بوضع الجولان تحت السيادة الاسرائيلية وصولاً إلى إعتبار الحرس الثوري الايراني منظمة إرهابية.

هذه الإجراءات تكشف عن مدى العداء الأميركي لشعوب المنطقة واستهتارها بإرضهم ومقدساتهم وحقوقهم وكياناتهم ورموزهم.

أميركا تعادي وتحرض وتفرض عقوبات وتتآمر على كل حركات المقاومة ومن يدعمها وعلى كل من يقف في وجه إسرائيل وأطماعها ويرفض المشاريع الأمريكية الإستعمارية الجديدة في المنطقة.

أميركا تعاقب إيران اليوم بسبب موقفها الداعم للقضية الفلسطينية، ورفضها للمشاريع الأمريكية والصهيونية في المنطقة، ودعمها لحركات المقاومة ولشعوب المنطقة وحقوقهم، ودورها في الإنتصارات والإنجازات التي حققها ويحققها محور المقاومة في المنطقة في مواجهة المحور الأميركي وأدواته، من العراق إلى سوريا ولبنان وفلسطين وصولاً إلى اليمن.

والهدف من كل ذلك هو إخضاع شعوب ودول المنطقة للإرادة الأمريكية وللشروط الأميركية والضغط على شعوب المنطقة ودولها ليتخلوا عن حقوقهم وأرضهم وكراماتهم ويخضعوا بالكامل للإحتلال الإسرائيلي ويقبلوا بصفقة القرن التي تجهز على ما تبقى من القضية الفلسطينية لمصلحة الكيان الصهيوني.

هناك طموحات أمريكية وإسرئيلية لبناء شرق أوسط جديد تلعب فيه إسرائيل دوراً محورياً وتكون هي الأقوى في المنطقة، لكن شعوب وحركات المقاومة ستقف في وجه هذا المشروع وتهزمه كما هزمت مشاريعهما في سوريا وغيرها.

أميركا اليوم هي سبب كل دمار وخراب وضياع حق في المنطقة، فالتدخل الأميركي دمر أفغانستان والعراق وسوريا واليمن، وتسبب بمعاناة ملايين النازحين والمنكوبين، وترك وراءه مئات ألاف القتلى والجرحى في العالمين العربي والإسلامي، واليوم تحاول أميركا إدخال بلدان عربية جديدة في الحرب وتحاول إستغلال الحراك الشعبي في الجزائر والسودان وغيرهما لإحداث الفتنة وتدمير هذين البلدين كما دمرت غيرهما.

على اللبنايين أن يأخذوا العبرة مما يحصل لغيرهم بسبب التدخلات الأميركية، وأن لا يصغوا للتحريض الأميركي لأن الهدف من التحريض هو إيقاع الفتنة بين اللبنانيين وإدخال لبنان في أتون الحرب التي أدخلوا فيها سوريا وغيرها.

المصدر: العلاقات الاعلامية في حزب الله

رأيكم يهمنا

شاركوا معنا في إستبيان دورة برامج شهر رمضان المبارك