الصحافة اليوم 30-04-2016: أيار البلديات.. الحماوة الانتخابية تتصاعد – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم 30-04-2016: أيار البلديات.. الحماوة الانتخابية تتصاعد

الصحف المحلية

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 30-04-2016 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها مستجدات الانتخابات البلدية والاختيارية التي تتوزع على أربع مراحل بدءاً من الثامن من ايار في بيروت والبقاع، بالإضافة إلى ملفات المنطقة الساخنة وخاصة سوريا وتحديداً حلب..

السفير
هاجس «الخط البري» بين طهران وبيروت «يوحّد» أعداء «حزب الله»
الصيف ملتهب في المنطقة.. هل تصيب شراراته لبنان؟

جريدة السفير

وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول “في معظم اللقاءات الدولية والإقليمية، ينبري من يؤكد على أهمية أن ينتخب اللبنانيون رئيسهم بأسرع وقت صونا لاستقرارهم ومؤسساتهم الدستورية. وليس غريبا أن يشدد الرئيس سعد الحريري على ذلك، حينا مع القيصر الروسي فلاديمير بوتين، وحينا آخر مع السلطان رجب طيب أردوغان. ولن يكون غريبا أن يبادر كل من الرئيسين نبيه بري وتمام سلام في كل مناسبة محلية أو خارجية الى طرح الأمر.. لعل هناك من يرد التحية بأحسن منها.. رئاسيا، لكن من دون جدوى.

وقد يكون مفهوما أن يتبنى البعض محليا، ولو بخفر، قضية الرئاسة الانتقالية لسنتين، لكن المستغرب أن لا يجد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، برغم كل ما تواجه سلطته من تحديات، موضوعا أهم من الموضوع اللبناني، لاثارته في محادثاته الأخيرة في موسكو مع نظيره الروسي، حيث انبرى للدعوة الى تبني مرشح توافقي ثالث بديل لكل من العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية.

وليس خافيا على أحد من يقصد «أبو مازن»، حتى أنه فاتح بالأمر نفسه القيادة السورية، ولكنه لم يجد آذانا صاغية!

تصوروا أن قضية الرئاسة في لبنان باتت تتعدى عند «السلطة» مشهد الدم اليومي النازف وقضايا بناء المستوطنات واللاجئين والمعتقلين ورواتب الموظفين، وحتى المؤتمر الدولي للسلام الذي كان مقررا عقده في الثلاثين من أيار في العاصمة الفرنسية، قبل أن يرفضه الاسرائيليون، وبالتالي، يصبح موعده معلقا الى ما بعد تبلور المشهد الرئاسي الأميركي، الا اذا كانت «ارباحه» الداخلية الانتخابية الفرنسية كبيرة، وعندها يصبح مطلوبا لأسباب فرنسية وليست فلسطينية أو اسرائيلية!

حاول الفلسطينيون جس نبض الدول الكبرى قبل أن يحاولوا من خلال مصر، التي تحتل مقعد عضوية غير دائمة في مجلس الأمن، تقديم مشروع الى مجلس الامن الدولي لادانة الاستيطان الاسرائيلي الفالت من عقاله. كان الجواب أن من شأن خيار كهذا أن يطيح المؤتمر الفرنسي للسلام وهذا أمر ليس من مصلحة الفلسطينيين، ناهيك عن الألغام التي يمكن أن تفجر اجتماع «الرباعية الدولية» وما سيصدر عنه قبل نهاية أيار المقبل.

واذا كانت حسابات الرئيس الفرنسي أن الاعتراف بدولة فلسطينية قد يزيد من شعبيته فرنسيا، فان حسابات الرئيس الأميركي باراك أوباما، لا تتصل به وحده، بل بمسار الانتخابات الأميركية، ولذلك، لن يقدم على أية خطوة استفزازية لاسرائيل في أي ملف اقليمي، قبل تبلور الصورة النهائية لسيد البيت الأبيض للسنوات الأربع المقبلة.

ومن يراقب مشهد الدم الفلسطيني المسال يوميا، لن يكون غريبا عليه الاستنتاج أننا ذاهبون في الأسابيع المقبلة، نحو جولات وجبهات جديدة من البطش الاسرائيلي ضد الفلسطينيين العزل.

بن سلمان.. ومنظومة المتضررين
ولعل النقطة الأخطر في ما أقدم عليه بنيامين نتنياهو بجمع حكومته في هضبة الجولان المحتلة، واعلانه أن هذه الأرض السورية المحتلة هي جزء لا يتجزأ من دولة اسرائيل، تتمثل في تناغمه، في خطوته هذه تحديدا، مع دول خليجية ومع تركيا التي تصر على نزع الشرعية عن الرئيس بشار الأسد، حتى لو كان الثمن تقسيم سوريا أو توزيع أراضيها، فيكون لنتنياهو حصة في الجولان، ولرجب طيب أردوغان حصة في الشمال السوري، ناهيك عن الحصة التي يمني أبو بكر البغدادي نفسه بها الى الأبد في الشرق السوري!

هذه هي سوريا التي يريد لها بعض العرب أن تكون نسخة جديدة عن فلسطين، من دون تجاوز جروح العرب المفتوحة في العراق واليمن وليبيا، ناهيك عن مصر التي تجيز رهن كرامتها وسيادتها لقاء حفنة من الدولارات.

هذه دول عربية تعود عقودا من الزمن الى الوراء، وفي المقابل، ينبري حاكم السعودية محمد بن سلمان، محاولا جعل مملكته تسابق الزمن، الى عقود وعهود جديدة. يستفز منظومات الحماية كلها وبعضها في أصل النشأة. يستفز المؤسسة الوهابية والحد من نفوذها التاريخي التعاقدي مع آل سعود. هذه المؤسسة الدينية المتشددة بكل ما أفرزته من ظواهر قديمة وحديثة، تتعرض لصدمة غير مسبوقة. يسري الأمر نفسه على المنظومة العائلية التي أحيل مئات الأمراء فيها الى التقاعد القسري.. على طريق انعقاد النصاب لوصول محمد بن سلمان وحده الى العرش، مستفيدا من صورة «البطل» أو «الشخصية الوطنية» التي يجسدها عند أبناء جيله. الركن الثالث الذي يهتز هو النفط ومعه منظومة الحماية الاجتماعية التي وفرها آل سعود لشعب تعيش نسبة كبيرة منه عند خط الفقر، وهو شعب ارتضى نظامه بكل عوراته، في ضوء التعاقد أو التفاهم غير المعلن بين الولاء الأعمى من جهة وبين الحماية الاجتماعية من جهة ثانية.

أما الركن الرابع، فهو الحماية التي كانت توفرها الولايات المتحدة للعرش. هذه الحماية لم تعد مضمونة مع باراك أوباما.. وبعده على الأرجح.

بمن سيستعين محمد بن سلمان لمنع تشكيل جبهة من كل هؤلاء «المتضررين» (المؤسسة الوهابية والأسرة ومنظومة النفط والحماية الاجتماعية والولايات المتحدة الأميركية)؟

لعل الشق الأخطر في هذا الجواب هو ما يتكشف يوما بعد يوم في الاعلام الاسرائيلي والغربي (تحديدا البريطاني) عن ارتفاع منسوب التنسيق الاسرائيلي ـ السعودي، سياسيا وعسكريا وأمنيا واستخباريا، وهو مسار متصاعد الى العلن منذ حرب تموز 2006 (اجتماعات أمنية واستخبارية ورحلات جوية وعلاقات تجارية ومصافحات واشادات ومقابلات لأمراء سعوديين مع صحف اسرائيلية)، برغم وجود سياقات سرية له قبل هذا التاريخ بعقود من الزمن.

ايران العدو.. وليست اسرائيل
الى أين يمضي السعوديون ومعهم دول الخليج؟
«الى مواجهة الخطر الايراني». عبارة يرددها قادة خليجيون ولا تقف المقاربة عند هذا الحد. يقول وزير خارجية البحرين خالد بن احمد آل خليفة ان ايران تهدد دول الخليج والاستقرار في الشرق الاوسط «أكثر من اسرائيل». أما الديبلوماسي السعودي السابق عبدالله الشمّار فيقول لـ «وول ستريت جورنال»: لو كنت أنا من يتخذ القرارات لما ترددت للحظة بالتعاون مع إسرائيل في كل ما يتعلق بالسياسة النووية الايرانية!

حتى المسألة السورية، يقاربها الأميركيون والخليجيون والأتراك من زوايا مختلفة لكنهم يتفقون على نقطة مركزية لعلها تفسر الكثير من تطورات الميدان السوري في الأسابيع الأخيرة.

أراد الروس معركة تدمر في عز حوارهم السياسي «الجنيفي» مع الأميركيين. سقطت المدينة بكل رمزيتها بأسرع مما توقعت الدوائر العسكرية والاستخبارية الأميركية. فجأة ارتسمت خطوط حمراء جديدة أمام الجيش السوري. ممنوع المضي في المعركة شرقا نحو الحدود العراقية. لماذا؟ الجواب واضح: ممنوع الربط البري بين طهران وبيروت عبر الحدود العراقية ـ السورية.

توقفت الاندفاعة الروسية ـ السورية ـ الايرانية وتقدمت معركة حلب بكل ما تحمله في طياتها من رسائل خصوصا لجهة دفن المشروع التركي في سوريا.

لا تشمل الهدنة الجديدة حلب ولن تشملها. حمام الدم هناك سيبقى مفتوحا.. والهدنة في باقي المناطق لن تصمد طويلا. اقتنع الروس مجددا بالأولويات السورية والايرانية التي أتقن قائد «فيلق القدس» الجنرال قاسم سليماني التعبير عنها خلال زيارته الأخيرة لموسكو في منتصف نيسان 2016.

أميركا الى الرقة وروسيا الى حلب. هذه هي المعادلة. ثمة مفاوضات جعلت عبارة روسية تصدر من خارج هذه المعادلة مع اعلان مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة أليكسي بورودافكين، أمس، أن الجيش السوري، وبدعم من القوات الجوية الروسية، «يخطط لشن عمليات هجومية باتجاه الرقة ودير الزور»!

تحتدم المعركة في سوريا وقريبا ستحتدم في الفلوجة و «القائم» في العراق. المخاوف تكبر عند الفلسطينيين. «حزب الله» لم ينتشر منذ ولادته حتى الآن، في رقعة جغرافية كتلك التي بلغها في الأيام الأخيرة، من دون أن يعدل حرفا في اجراءاته العسكرية على طول الحدود مع فلسطين المحتلة.

في المحصلة، «ننتظر صيفا حارا جدا في ميادين المنطقة كلها من العراق الى لبنان مرورا بسوريا» كما يردد مسؤول عربي كبير معني بهذه الخريطة كلها، أما ملف اليمن، وبرغم الخرق الايجابي في مفاوضات الكويت في الأيام الماضية، «فانه لن يكون خارج معادلة الأواني المستطرقة في المنطقة كلها».

النهار
أيار البلديات… والفراغ في رقمه القياسي!
عاصمتا البقاع وكسروان إلى المبارزة الكبيرة

صحيفة النهار

وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول “مع بدء عطلة عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي والذي يتزامن غدا وعيد العمل في الاول من ايار، تحط السياسة رحالها بضعة أيام قبل الانطلاق في مواجهة شهر من الاستحقاقات والمحطات المتعاقبة التي تتسم بأهمية خاصة نظراً الى طبيعة كل محطة. ذلك ان أيار سيشكل موعدا مبدئيا مع استحقاق تغييري يفترض ان تحمله الانتخابات البلدية والاختيارية التي تتوزع على أربع مراحل بدءاً من الثامن من ايار في بيروت والبقاع. واذا كانت صورة المشهد الانتخابي والتنافسي في المناطق المرشحة لان تشهد معارك جادة تنتظر الايام القريبة فان الاستحقاق الانتخابي لن يختصر وحده المحطات البارزة خلال الشهر المقبل بل ان موعد الخامس والعشرين منه سيرخي بظلال ثقيلة جدا على مجمل الواقع اللبناني بحيث سيحيي اللبنانيون ذكرى طي السنة الثانية من أزمة الفراغ الرئاسي وبدء السنة الثالثة منها بما يعني تجاوز هذه الازمة الرقم القياسي في كل ازمات الشغور التي عرفتها الرئاسة الاولى قبل الحرب وبعدها. ولا غلو في القول إن هذه المحطة ستشكل أحد أقسى الاستحقاقات الدستورية والوطنية والسياسية نظراً الى ما ستثيره من ابعاد ودلالات بالغة السلبية وشديدة الوطأة على لبنان وصورة نظامه وواقع قواه السياسية وقت ينذر الانسداد الشامل في أفق الجهود لانتخاب رئيس للجمهورية بمزيد من تراكم الازمات الداخلية.

ولعله لن يكون خافياً على أحد ان الاقتراب من ذكرى مرور سنتين على الفراغ الرئاسي سيجعل موعد الجلسة الـ39 لانتخاب رئيس الجمهورية في 10 أيار اشبه ببكائية اضافية حيال هذه الازمة المتمادية، كما ان موعد الجولة الجديدة من الحوار الوطني في 18 أيار لن يكون أقل قتامة وسط عقم المشاورات والمناقشات التي تدور في حلقة العجز عن أي اختراق سياسي. ولا حاجة والحال هذه الى ترقب نتائج عجائبية من مسلسل جديد – قديم سيبدأ الثلثاء المقبل مع جلسات اللجان النيابية المشتركة للشروع في عملية معقدة يراد منها تقليص الانقسامات والتباينات حيال 17 مشروعاً واقتراحاً لقانون الانتخاب على أمل حصرها ببضعة مشاريع فيما تحوط شكوك كثيفة بهذا المسعى وفرصه في النجاح اقله في المدى المنظور.

الحريري في اسطنبول
وسط هذا المشهد المعقد اكتسبت زيارة الرئيس سعد الحريري أمس لقصر يلدز في اسطنبول ولقاؤه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان دلالات بارزة لجهة استكمال الحريري تحركاً خارجياً بدأه بزيارة موسكو قبل أسابيع. وأفادت موفدة “النهار” الى اسطنبول هدى شديد ان الحريري أراد من زيارة اسطنبول استكمال هذا الحراك الخارجي بمواكبة التحرك الذي يجريه في الداخل لايجاد ديناميكية تساعد على وضع حد للفراغ الرئاسي الذي أوصل مؤسسات الدولة بعد سنتين من الفراغ الى حال من الشلل والاهتراء.

واذ برزت حفاوة لافتة في استقبال اردوغان للحريري حيث عقدا اجتماعا منفردا مطولاً حرص الحريري على التأكيد انه لم يأت الى تركيا بعد روسيا لطلب المساعدة في انتخاب رئيس للجمهورية ولا لتسويق مرشحه الرئاسي بل لشرح مخاطر الفراغ الرئاسي وصعوبة الاوضاع الاقتصادية والمعيشية التي يمر بها لبنان بالاضافة الى عبء اللاجئين السوريين. كما نفى علمه بوجود طرح لانتخاب رئيس للجمهورية لمدة سنتين مستدركاً ان “الدستور اللبناني واضح ومدة رئيس الجمهورية ست سنوات” مشدداً على ان “علينا ألا نلجأ الى حلول جزئية”. وتحدث عن دور كبير لتركيا يمكن ان تضطلع به لاحلال الاستقرار في المنطقة، وأضاف: “تحدثت عن سلبية الدور الايراني وتدخلاته في دول المنطقة”. وافادت المعلومات ان اردوغان اعرب أمام الحريري عن قلقه من استمرار الفراغ الرئاسي في لبنان منذ فترة طويلة نظراً الى اخطار هذا الفراغ على الوضع اللبناني برمته.

الانتخابات
اما في ملف الانتخابات البلدية والاختيارية، فبدأت الحماوة الانتخابية تتصاعد في عدد من المناطق البقاعية على رغم استئثار معركة زحلة بمعظم الاهتمامات. وأعلنت امس في بعلبك لائحة ائتلاف الثنائي ” أمل ” و”حزب الله ” مع “الأحزاب والقوى الوطنية والاسلامية ” وسميت “لائحة التنمية والوفاء ” في مهرجان اقيم في باحة مطعم النورس في المدينة في حضور عدد من نواب المنطقة، فيما اعلن ثلاثة مرشحين سحب ترشيحاتهم لمصلحة هذه اللائحة. أما في زحلة فينتظر تصاعد المعركة مع اعلان رئيسة “الكتلة الشعبية” ميريام سكاف لائحة الكتلة لتتوالى بعدها ولادات لائحة أخرى برئاسة موسى فتوش ولائحة اسعد زغيب المدعومة من الاحزاب المسيحية “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية ” والكتائب. وأكد النائب السابق سليم عون ان اللائحة باتت جاهزة للاعلان نافياً كل ما تردد عن خلافات بين اطرافها.

وبعيداً من الاجواء البقاعية، تقترب معركة جونية من منافسة محصورة بين لائحتين بدل ثلاث، اذ تشير المعطيات الى تقدم المساعي نحو توافق بين لائحة فادي فياض المدعومة من رئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمة افرام ولائحة نائب رئيس البلدية الحالي فؤاد بواري المدعومة من النائبين السابقين منصور غانم البون وفريد هيكل الخازن كما يدعم هذه اللائحة الموحدة حزبا “القوات اللبنانية” والكتائب وعائلات في مواجهة لائحة جوان حبيش التي يدعمها “التيار الوطني الحر”. وتردد ان اللائحة الاولى الائتلافية ستعلن خلال ايام.

الى ذلك احيت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي أمس الجمعة العظيمة ورأس متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة مساء رتبة دفن المسيح في كاتدرائية القديس جاورجيوس في ساحة النجمة وسط حضور حاشد. ومن المقرر ان يستقبل المطران عودة وكهنة الرعية مساء اليوم الشعلة المقدسة التي ستنقل من القدس الى بيروت في كاتدرائية القديس جاورجيوس أيضاً، كما يرأس الاحد قداس الفصح ويلقي عظة يتطرق فيها الى الاوضاع العامة الراهنة.

الأخبار
«سعودي أوجيه»: إمبراطورية قيد التصفية

جريدة الأخبار

كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول “«مشكلة سعد الحريري اكبر بكثير مما يقال في بيروت او حتى في السعودية. شركة سعودي – اوجيه على وشك الإفلاس، وهناك قرار ببيع حصص للعائلة في مؤسسات عالمية كبرى، كذلك تسييل عقارات واملاك في لبنان واوروبا لمواجهة الديون التي تتجاوز قيمتها 3.5 مليارات دولار».

الكلام، لشخصية مقربة من رئيس الحكومة الاسبق، الذي عاد الى بيروت قبل مدة، ولكن ليس لادارة الشأن السياسي والتنظيمي لفريقه، بل ليعمل بتركيز اكبر على كيفية حصر الخسائر المالية الكبيرة التي تواجه ما بقي من «امبراطورية رفيق الحريري»، التي تراجعت بسرعة فائقة خلال السنوات العشر الماضية.

الخبر الاكثر اثارة للجدل والانتباه، ما تسرب عن مصادر مصرفية رفيعة في بيروت، من ان المصرف المركزي، بعث بمذكرة الى عدد من المصارف الكبيرة في لبنان، لوضع الديون المستحقة على الرئيس الحريري تحت بند «قيد المتابعة»، وهي درجة تسبق عادة الانتقال للحديث عن ديون مشكوك في تحصيلها، او عن ديون هالكة. ويتردد في الاوساط المصرفية، ان اجمالي هذه الديون يصل الى اكثر من نصف مليار دولار، بينها 285 مليون دولار لمصرف واحد.

وبينما يحرص الحريري وأوساطه على عدم الدخول في اي نوع من المناقشات حول هذا الجانب، فان الردود تقتصر عادة، على الاسئلة المتعلقة بمؤسسات الحريري وتيار «المستقبل» التي تعاني ازمة سيولة، ينتج منها وقف لدفع الرواتب لفترات طويلة، وهي الحالة التي انتقلت لتشمل موظفي «سعودي اوجيه» في المملكة السعودية، والتي انعكست اضرابات وتوقفا لبعض المشاريع. ووصل الامر إلى حد اتخاذ وزارة العمل السعودية إجراءات زجرية بحق الشركة، ابرزها السماح لموظفيها بالانتقال للعمل مع شركات اخرى من دون العودة اليها، وحرمانها إجازات عمل لموظفين جدد.

لكن اللافت كان في اعلان ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ان الشركة المملوكة من ال الحريري تواجه صعوبات خاصة، وان الحكومة السعودية تسدد المتوجبات عليها، لكن المصارف التي توجد فيها حسابات الشركة، تعمد الى سحب الاموال لسداد ديون متوجبة على آل الحريري، ما يمنع وصول السيولة الى خزنة الشركة فلا تدفع الرواتب ولا المصاريف التشغيلة.

وفي هذا السياق، علمت «الأخبار» من مصادر مصرفية لبنانية أن الرئيس الحريري يعتزم بيع جزء من ممتلكات اوجي تيليكوم، بما فيها حصة الشركة في شركة الاتصالات التركية. وربط مصرفيون بين زيارة الحريري اليوم إلى إسطنبول، وبيع حصّته في شركة الاتصالات التركية التي يملكها عبر ملكية اوجيه تيليكوم.

لكن، يبدو ان هذه العمليات لن تكفي لسداد كامل الديون، ما فتح النقاش من جديد حول استعداد عائلة الحريري لبيع حصتهم في البنك العربي. علما ان الحصة موزعة بين ما يحمله بنك البحر المتوسط ــ سويسرا من اسهم تبلغ نسبتها 1.09% من أسهم البنك العربي، وما تحمله «أوجيه ميدل إيست هولدنغ» من اسهم، تبلغ نسبتها 19.83% من أسهم البنك العربي.

وبحسب بيانات البنك العربي، فإن مجموع اسهمه تبلغ 640.8 مليون سهم. وتبلغ القيمة الدفترية للسهم الواحد 12.7 دينارا، أي ما يوازي 17.9 دولارا. هذا يعني أن أسهم «بنك ميد وأوجيه» البالغة نحو 135 مليون سهم، تبلغ قيمتها الدفترية 2.399 مليار دولار، لكن، كما هو معروف، فإن القيمة المتاحة للبيع لا تحتسب على اساس 1.5 مرة من القيمة الدفترية.

تجدر الاشارة، الى انه في مفاوضات سابقة اجراها الحريري مع الحكومة القطرية لشراء حصّته في البنك العربي (آب 2012)، طلب سعراً للسهم الواحد أعلى من 12 ديناراً أردنياً (ما يساوي 16.9 دولاراً)، بينما عرض القطريون 9 دنانير فقط، اي ما كان يساوي 12.47 دولاراً. وبالتالي، فإنه وفق الحسابات القطرية، كانت تقدّر قيمة حصّة آل الحريري بأقل من 1.478 مليار دولار. أما وفق حسابات آل الحريري، فإن حصّتهم قدّرت بما لا يقلّ عن 1.967 مليار دولار

معلوم ايضا، ان «أوجيه ميدل إيست هولدنغ» تتمتع بتسهيلات ائتمانية من البنك العربي. وفي آخر اجتماع للجمعية العمومية (قبل اسبوعين) استفسر المساهم حسن العكل عن المعلومات الرائجة عن نية بيع أسهم أوجيه ميدل إيست للمملكة العربية السعودية، او لدولة قطر، لكنّ رئيس مجلس إدارة البنك العربي صبيح المصري، قال إن «هذه مجرد شائعات، كما أن وضع شركة سعودي أوجيه جيد، وتعاملاتهم مع البنك العربي جيّدة».

وكانت وكالة «إرم نيوز»، ومركزها ابو ظبي، قد ذكرت في وقت سابق أن هناك اتجاها لبيع «حصة أبناء رفيق الحريري لمؤسسات ورجال أعمال سعوديين، لهم ديون على شركات أبناء الحريري». ونقلت الوكالة عن وزير المالية الأسبق في الاردن الدكتور محمد الحموري علمه، أن النية تتجه نحو بيع الحصة لمؤسسات ورجال أعمال سعوديين. وقال الحموري إن هذه الصفقة تمر بعملية معقّده يجريها البنك المركزي، وفق قوانين الدولة المصرفية لحفظ حقوق كل الجهات. كما نقلت الوكالة عما سمته «مصدرا مقربا من إدارة البنك العربي» نفيه أن يكون «لجهات أو لرجال أعمال من جنسيات عربية غير سعودية، أية فرصة لشراء حصة أبناء الحريري». وتابع المصدر: «ما أعرفه أن على الشركات التي يملكها أبناء الحريري ديونا لمؤسسات ولرجال أعمال سعوديين».

على ان كل ذلك، لم يكن ليفيد في معالجة الضغوط المالية الكبيرة على الحريري في لبنان والعالم، وهو ما دفعه الى إجراء عمليات التفاف في لبنان، تمثلت إحداها في صفقة بيع عقارات المسبح الشعبي في الرملة البيضاء لمصلحة بلدية بيروت، لكن باسعار تفوق بما هو غير واقعي السعر المنطقي، وهو ما يظهره التحقيق أعلاه.

اللواء
إهتمام دبلوماسي مُريب بالإنتخابات البلدية: فدرلة بثوب مسيحي أو محاكاة تقسيم سوريا؟
الحريري يشرح لأردوغان مخاطر إستمرار الشغور والنزوح.. وتصدعات في التحالفات خارج العاصمة

جريدة اللواء

بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “في الداخل، تشتد حماوة الانتخابات البلدية، وتتزايد التجاذبات بين لوائح غير مكتملة وناقصة وطموحات سياسية تهدف إلى إثبات وجود، وتصدعات في الثنائيات الطائفية، منها ما بطن ومنها ما خرج إلى العلن، تحت رقابة صارمة من سفارات كبرى معنية بالحراك البلدي.

وفي الخارج، تمضي الاتصالات بين الراعيين الدوليين الكبيرين لرؤية ما إذا كانت هناك إمكانية لسحب التوترات والقصف الطاحن للبشر والحجر في حلب التي كانت أقل عنفاً قبل الجولة الأخيرة لمفاوضات جنيف، والعودة إلى طاولة التفاوض بين النظام والمعارضة.

وبين انشغالات الداخل واهتمامات الخارج، اقفل نيسان على جمعة الآلام العظيمة لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي، في ما كان وضع لبنان، سواء في ما يتصل بالشغور الرئاسي أو الأزمة الاقتصادية الخانقة وانعدام النمو والركود في دائرة الاهتمام، الأمر الذي حمل وكالة «كابيتال انتلجانس» على إبقاء لبنان عند النقطة «ب»، وهو يعني نظرة مستقبلية سلبية بوضع البلد إذا ما استمرت الأزمة الاقتصادية والوضع الرئاسي والتدفق المستمر للنازحين السوريين، مما يُفاقم من أزمة البطالة ومعدلات الفقر، وفي ظل تدقيق دولي مستمر في الودائع المالية في المصارف والتحويلات التي تشكّل عصب القوة في استمرار الثقة الدولية في المؤسسات المالية والنقدية اللبنانية.

الحريري في اسطنبول
ففي اسطنبول، استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمدة 90 دقيقة رئيس تيّار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري الذي شرح مطولاً للرئيس التركي مخاطر استمرار الفراغ الرئاسي وانعكاساته على الحياة السياسية والاقتصادية والتدخلات الإيرانية ومخاطر النزوح، والدور الذي يمكن ان تلعبه تركيا في مساعدة لبنان للخروج من الحالة الصعبة التي ما يزال يراوح فيها.

وأكّد الرئيس الحريري بعد اللقاء انه لم يسوق أحداً، في المحادثات مع أردوغان، للرئاسة الأولى، مؤكداً ان الدستور نص على أن الرئاسة ست سنوات لرئاسة الجمهورية، ولم ير انه علينا ان نلجأ إلى حلول جزئية، بل حلول دائمة تعالج مشاكل البلد، رافضاً ان يكون تبلغ أي شيء بما عرف بـ«اقتراح» السنتين لرئاسة الجمهورية.

واليوم ينهي الرئيس الحريري زيارته التي استمرت يومين بلقاء مطوّل واجرائي مع رئيس الحكومة أحمد داوود أوغلو.

«الفدرلة» الطائفية
في هذا الوقت، أكدت مصادر سياسية ذات وزن في 8 آذار ما كانت «اللواء» قد اشارت إليه قبل أيام، من ابعاد الاهتمام الدبلوماسي الغربي بالتحضيرات الجارية للانتخابات البلدية والاختيارية، ووصفت هذا الاهتمام بأنه «غير بريء»، كاشفة ان سفارات مهمة تعمد الى اعداد جداول واحصاءات كاملة عن اللوائح العائلية والسياسية والمختلطة بين العائلات والأحزاب.

وتساءلت هذه المصادر: لماذا يتم استدعاء شخصيات سياسية وعائلية وحزبية لاستمزاج رأيها حول إمكانية تحويل بعض البلديات إلى ما يشبه الكانتونات، تمهيداً لإقرار نوع من «الفدرلة» المقنعة تحت ستار مذهبي وطائفي ضيق؟ متوقفة عند نقطتين:
– اغراء عائلات شيعية صغيرة بالمال لمواجهة تحالف «أمل» و«حزب الله».
– استهداف التحالفات المسيحية وتهميشها، فضلاً عن استفزاز الجمهور المسيحي.

ونسبت هذه المصادر إلى أحد السفراء قوله في مجلس خاص: «ان الانتخابات البلدية تشكّل نموذجاً مصغراً لما يمكن ان ترسو عليه الانتخابات النيابية، ونحن بانتظار النتائج لاحراج بعض الحلفاء واجبارهم على السير بقانون انتخابي يتماشى مع رؤيتنا للخريطة السياسية الجديدة في المنطقة».

وفي السياق نفسه، نقلت مصادر نيابية عن شخصية لبنانية رفيعة تخوفها من إعادة فرز الوقائع السياسية اللبنانية عبر الاستفتاء البلدي المقبل، فيما يجري الفرز بقوة الحديد والنار والحرائق المتلهبة التي تلتهم حلب باطفالها ونسائها وشيبها وشيوخها، على قاعدة ان ولادة دولتي لبنان وسوريا جاءت في ظروف تاريخية متشابهة ومتزامنة، وأن مصير أي بلد منهما لا بدّ وأن يؤثر على الآخر.

قانون الإنتخاب
وإذا كانت عطلة الفصح وعيد العمال تنتهي الاثنين، فإن الثلاثاء، أول أيام العمل في أيار، سيشهد اجتماعاً للجان المشتركة برئاسة نائب رئيس المجلس فريد مكاري لإطلاق النقاش النيابي حول حزمة مشاريع واقتراحات قوانين الانتخاب، لإنضاج التوافق على واحد أو اثنين أو ثلاثة منها تُرفع إلى رئاسة المجلس ليُبنى على الشيء مقتضاه في ما خص أن يكون قانون الانتخاب بنداً أول على أول جلسة تشريعية يدعو إليها رئيس المجلس، ولو بعد أربعة أشهر.

وعشية التحضيرات لهذه الجلسة، على رغم العطلة، أكد عضو هيئة مكتب المجلس وعضو كتلة «المستقبل» النيابية النائب أحمد فتفت لـ«اللواء» أن نوايا الأفرقاء ستظهر في اللجان، وتكشف ما إذا كانت هناك من نوايا جدّية للوصول إلى نتيجة. واقترح فتفت الانطلاق من التقرير الذي أعدته اللجنة المصغرة كأساس للوصول إلى توافق.

وأيّد زميله في مكتب المجلس عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب أنطوان زهرا في تصريح لـ«اللواء» أيضاً هذا الاقتراح، واصفاً ما أنجزته اللجنة المصغرة بأنه كان تقدماً ضيّق الفروقات بين الاقتراحات الانتخابية، مشجعاً على السير بالقانون المختلط.

وأشار زهرا إلى أن العبرة تبقى في الاتفاق على نوع القانون (نسبي أو أكثري أو مختلط) وإذا ما تمّ حسم هذا الأمر يمكن الانتقال إلى توزيع الدوائر والنواب، معرباً عن اعتقاده أنه إذا صفت النيّات فالإمكانية متاحة للوصول إلى تسوية.

لكن عضو كتلة «الاصلاح والتغيير» النائب وليد خوري كان متشائماً، واستبعد في تصريح لـ«اللواء» الوصول الي نتيجة في اجتماع اللجان، معاكساً كلام زميله زهرا «فاللجنة المصغرة أخفقت في إحداث أي تقدم»، كاشفاً أن القانون الأرثوذكسي ومشروع النسبية والـ17 دائرة لم يحظ بأي قبول من الكتل الأخرى.

المشهد البلدي
في بيروت: تبدو الاستعدادات قائمة على قدم وساق، حيث تمضي «لائحة البيارتة» المدعومة من الرئيس الحريري وسائر الأحزاب الإسلامية والمسيحية في شرح برنامجها للناخب البيروتي، بعيداً عن الصخب، فيما تحاول لائحة «بيروت – مدينتي» السعي إلى إحداث خرق.

أما اللوائح الأخرى فهي تتحرك لتسجيل إثبات وجود، بعدما وسع الوزير السابق شربل نحاس دائرة تحركاته، وحط في مدينة بعلبك معلناً عن لائحة من ثلاث مرشحات.

كما تشكّلت في بيروت لوائح للمختارين ومجالس اختيارية في الباشورة والمصيطبة من دون توقع حدوث مفاجآت ملموسة.

طرابلس: وإلى هناك تتجه الأنظار، حيث يبدو المشهد الانتخابي ذو طابع «حربائي» (أي متلوّن)، وفقاً لتعبير مراقبين في طرابلس، حيث يخضع التوافق هناك إلى تجاذب بين الأقطاب الطرابلسيين ونواب المدينة مع الأحزاب الأخرى.

وبات بحكم المؤكد أن الأسماء الثلاثة لترؤس اللائحة التوافقية هم« عمر الحلاب والمهندس عبد الرحمن الثمين والدكتور عزام عويضة، وهم من خارج الانتماء الحزبي، لكنهم على علاقة جيدة مع الرئيسين الحريري ونجيب ميقاتي والوزير السابق فيصل كرامي.

ومن سمات المشهد الانتخابي الطرابلسي تمسك وزير العدل أشرف ريفي بدور خارج الائتلاف السياسي بإعلان دعمه للائحة من المجتمع المدني قاعدتها من الأحياء الفقيرة لمواجهة المحاصصة التي يعتبرها صورة أخرى للتوافق.

زحلة: تتمسّك رئيسة الكتلة الشعبية السيدة ميريام سكاف بمواجهة لائحة الائتلاف الحزبي بين «التيار الوطني الحر» والقوات والكتائب المصطفة وراء المهندس أسعد زغيب، والتي أعلنت مساء أمس، فيما يتمسك آل فتوش بلائحة ثالثة على رأسها موسى فتوش يفترض أن تعلن بعد عيد الفصح.

جونية: بات بحكم الثابت أن المواجهة حاصلة بين اللائحة المدعومة من النائبين السابقين منصور غانم البون وفريد هيكل الخازن تحت شعار «جونية التجدد» برئاسة فؤاد بواري، في مواجهة لائحة «كرامة جونية» التي يرأسها الرئيس السابق للبلدية جوان حبيش المدعوم من «التيار الوطني الحر»، فيما يدعم رئيس المؤسسة المارونية للإنتشار نعمة افرام لائحة «الوفاء لجونية» قبل أن تتجه الأنظار إلى التوافق مع البون والخازن بلائحة واحدة برئاسة بواري.

في صيدا، بات واضحاً أن رئيس «التنظيم الشعبي الناصري» النائب السابق أسامة سعد سيخوض المعركة ضد لائحة «المستقبل» التي يرأسها رئيس البلدية الحالي محمّد السعودي، فيما آثر النائب السابق نزيه البزري البقاء خارج إطار هذه المعركة.

وفي بعلبك، أعلن ائتلاف «حزب الله» وحركة «أمل» مع الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية لائحة «التنمية والوفاء»، في مهرجان أقيم أمس في المدينة، في حضور النواب وممثلي القوى والعائلات المشاركة في اللائحة التي تضم 21 مرشحاً.

البناء
موسكو وواشنطن: حلب وضعٌ خاصٌّ والهدنة في دمشق واللاذقية
حرب «النصرة» ترسم مستقبل جنيف… واستنفار تركي بمشاركة الحريري
اللجان تبدأ بقوانين الانتخاب… ومساعٍ لتشكيل قوة ضغط موحَّدة للنسبية

صحيفة البناء

صحيفة البناء كتبت تقول “بعد أيام من التشاور والتجاذبات وضعت موسكو وواشنطن أرضية اتفاق الحدّ الأدنى لتثبيت الهدنة في سورية ومنع انهيارها، كما ورد في المواقف المعمّمة من وزارتي الخارجية الروسية والأميركية في ملخصاتهما لمحادثات الوزيرين سيرغي لافروف وجون كيري، ومن دون وضوح حجم قدرة واشنطن على إلزام حلفائها الإقليميين بالتفاهم الجديد، مع إعلان سوري روسي عن التقيّد بأحكامه، يقوم التفاهم على وضع خاص لحلب على تحييد الأماكن المدنية إلى أقصى درجة ممكنة عن نتائج الحرب التي تشكل «جبهة النصرة» محورها، ومنح واشنطن فرصة إقناع حلفائها لفصل مناطق انتشار الجماعات التي يفترض أنها شريك في الهدنة عن مناطق سيطرة «جبهة النصرة»، والإجابة عن سؤال يتصل بمدى تبنّيهم أحكام الهدنة التي تستثني «النصرة» بصفتها تنظيماً إرهابياً، وبموجب الوضع الخاص لحلب لن يسري عليها وقف النار الذي يبدأ فجر اليوم، ويفترض سريانه على جبهات ريف اللاذقية وأرياف دمشق، خصوصاً غوطتها الشرقية، إذا التزمت به الجماعات المسلحة التي كانت أبلغت غرفة حميميم انضمامها إلى أحكام الهدنة وأغلبها ممثل في جماعة الرياض ومشارك في محادثات جنيف.

لم تضع موسكو على الطاولة كلّ القضايا العالقة من تصنيف «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» على لوائح الإرهاب دون أن تتراجع عن رؤيتها أو عن مطلبها، لكنها منحت فرصة التفاهم مع واشنطن المزيد من الحظوظ والوقت عبر حصر التفاوض الراهن بتطبيق التفاهمات السابقة المنطلقة من تصنيف «النصرة» إرهاباً، ودعوتها إلى ممارسة الضغوط اللازمة على حليفيها التركي والسعودي لحسم موقفيهما من الرهان على «النصرة»، ودعوتهما لفرض أداء على الجماعات التي تحظى برعاية ودعم أنقرة والرياض ينسجم مع أحكام الهدنة.

بقدر الغموض المحيط بحجم الحركة الأميركية تجاه أنقرة والرياض ودرجة قوة الضغط، غموض في درجة التجاوب التركي السعودي، في ظلّ انخراط كامل لهما في مقتضيات حرب «النصرة»، واندماج الجماعات المدعومة منهما مع وحدات «جبهة النصرة»، بحيث سيتقرّر على نتائج ما سيجري في حلب خلال الأيام القليلة المقبلة الكثير من المترتبات السياسية الخاصة بمحادثات جنيف ومَن سيحضرها، وما إذا كانت ستوجّه دعوة جديدة لعقدها، وكذلك في ما يخصّ مكانة تركيا والسعودية في الخريطة العسكرية والسياسية السورية، طالما أنّ كلّ المؤشرات تقول إنهما اختارتا طريق حرب «النصرة» وليس التشجيع على التسوية والوقوف على ضفافها.

مشهد استجماع حلفاء تركيا والسعودية في أنقرة للقاء الرئيس التركي ورئيس حكومته وأركان جيشه، يدلّ على درجة التموضع وخيارات التصعيد، فليس صدفة أن يتجمّع في توقيت واحد رئيس جماعة الرياض السورية رياض حجاب ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، ولو جيء بكلّ منهم لمناسبة، يبدو التجميع مدروساً ومقصوداً.

لبنانياً، تبدأ بعد العطلة اجتماعات اللجان النيابية المشتركة لمناقشة مشاريع واقتراحات قوانين الانتخابات النيابية، وسط منطق يعتبر الاجتماعات ملئاً للوقت الضائع بلا طائل ولا نتيجة، انطلاقاً من أنّ قانون الانتخابات شأن سياسي بامتياز وليس شأناً قانونياً تقنياً يحله النقاش، مقابل مساعٍ جدية تدعو إلى تحويل المناسبة إلى ورشة عمل وطنية للإفادة من الفرصة وما يسمّيه الوقت الضائع لاكتشاف ما هو ممكن من مشتركات في المقاربات التي يكون تباعدها نتيجة سوء فهم أو خطأ في الحسابات في كثير من الأحيان وفي هذا السياق يجهد عدد من الكتل التي تتبنّى قانون انتخاب يعتمد النسبية، إلى تشكيل فرق ضغط موحّدة تتولى تبيان المصالح الجامعة للكتل بالسير بقانون يعتمد النسبية، وتكشف بالوقائع والأرقام حجم الضمانات التي يقدّمها للجميع، خصوصاً للمتخوّفين من اعتماده.

الحريري التقى أردوغان
مع دخول البلاد في عطلة الأعياد والمراوحة التي تطغى على المشهد السياسي في ظل عجز الدولة عن حل الملفات الاقتصادية والحياتية والأمنية واقتراب مضي العام الثاني على الفراغ الرئاسي، يملأ بعض السياسيين الوقت الضائع بالتدخل في الشؤون الداخلية لبعض الدول وإطلاق الاتهامات من بعض عواصم التآمر على سورية ضد رئيسها المنتخب من شعبه، بينما يتهمون خصمهم السياسي الداخلي الذي حمى لبنان من خطر الإرهاب بإقحام لبنان في الأزمة السورية.

الرئيس سعد الحريري الغارق في مشاكله المالية والمنشغل في معالجة أزمة تياره السياسي التي ظهّرها الاستحقاق البلدي بتعدد اللوائح الانتخابية التنافسية داخل «البيت المستقبلي»، يطلق المواقف من تركيا ضد الرئيس بشار الأسد بينما الحريّ به معالجة الأزمات التي يعاني منها الشعب اللبناني.

وتزامنت زيارة الحريري إلى تركيا مع تواجد رئيس وفد معارضة الرياض رياض حجاب ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في اسطنبول الذين التقيا رئيس الحكومة التركية أحمد داوود أوغلو.

والتقى الحريري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعرض معه التطورات في لبنان والمستجدات في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. وأكد الحريري أنه لم يزر موسكو وتركيا من أجل تسويق مرشح لرئاسة الجمهورية بل لشرح مخاطر الفراغ الرئاسي، وقال بعد لقائه أردوغان: «لم يفاتحني أحد بطرح انتخاب رئيس لفترة انتقالية ولا علم لي من أين أتى هذا الطرح، ودستورنا واضح بأن الولاية الرئاسية هي ست سنوات». وأشار إلى أنه بحث مع أردوغان في التدخل الإيراني السلبي في المنطقة والحاجة لمساعدة لبنان في أزمة النازحين.

الزيارة تخدم التصعيد في المنطقة
وقالت مصادر مطلعة لـ«البناء» إن «تركيا من خلال هذه الاستقبالات تحاول أن تظهر نفسها كعنصر استقطاب لقوى إقليمية ودولة مؤثرة في أزمات المنطقة، سواء من خلال زيارة مشعل لا سيما أن تركيا تطل على الملف الفلسطيني من مشعل «الإخوان المسلمين»، ويهمها أن تبقى الحاضن الأول للمشروع الإخواني ببعده الحمساوي، أما معارضة الرياض فهي شكلاً موجودة في السعودية، لكن مضمونها في اسطنبول والإخوان المسلمين داخل ما يُسمّى الائتلاف الوطني هو المؤثر الأول».

وأضافت المصادر: «أما في ما يتعلق بزيارة الحريري، فرئيس تيار المستقبل يهمه أن يظهر في هذه اللحظة في قلب المشهد التركي في ظل زعامة تركية مؤثرة، لكن الأهم في توقيت زيارات هذه الشخصيات الثلاث أنها تأتي مع نذر تصعيدية تتحضّر المنطقة لاستقبالها تعبر عنها إرادة نسف مفاوضات جنيف بقرار من الأتراك والمجازر التي ترتكبها المجموعات المسلحة في حلب وعملية التعمية التي يقوم بها الإعلام الخليجي والفضائيات المستأجرة من هذا الإعلام على ما ترتكبه تلك المجموعات وتحميل الدولة السورية المسؤولية».

وأشارت المصادر إلى أن «حركة هذه الشخصيات إلى اسطنبول ومواقفها وبخاصة الحريري تأتي لتخدم اللحظة التصعيدية المقبلة، لكن الخطير لبنانياً أن مواقف الحريري ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط كجزءٍ من الكورس الإقليمي تحمل لبنان تبعات وأعباء وتؤكد أن قياداته سواء بتصريحاتهم أو بتوقيت زياراتهم هم جزء من اللعبة المستخدمة في لعبة التصعيد الأكبر ضمن جولة الصراعات الإقليمية التي تستعدّ المنطقة للدخول فيها».

ما حقيقة الصحوة المفاجئة؟
وكشفت أوساط سياسية لـ«البناء» أن «الولايات المتحدة الأميركية طلبت من تركيا والسعودية تحشيد القوى إلى الحد الأقصى ضد مكوّنات ودول محور المقاومة مواكبة مع الهجوم على الحكومة السورية والتمسك بمقولة لا حل مع الأسد وتفجير الوضع الأمني في سورية وعرقلة مفاوضات جنيف وهذا الذي تمّ حتى الآن».

وأشارت إلى أن «أطرافاً سياسية لبنانية وعوداً على بدء انخرطت في الخطة خاصة الحريري وجنبلاط وعادت إلى الأدوار التي حدّدت لهم مع بداية العدوان على سورية، سواء بالنبرة الإعلامية والهجوم على الدولة السورية أو بالسلوك العملي، ويندرج ذلك تحت هذا العنوان الصحوة المفاجئة للحريري وجنبلاط للهجوم على الرئيس الأسد واستدعاء الحريري إلى تركيا بصورة فورية في زيارة لا علاقة لها بالشأن السياسي اللبناني لا من قريب ولا من بعيد». وأبدت الأوساط خشيتها من أن «تكون لزيارة الحريري صلة بالوضع الأمني اللبناني».

صراع قوانين انتخاب
نيابياً، تعقد اللجان النيابية المشتركة اجتماعاً بدعوة من رئيس المجلس النيابي نبيه بري الثلاثاء المقبل لدرس مشاريع واقتراحات القوانين المتعلقة بقانون الانتخابات النيابية، ومن المتوقع أن تشهد الجلسة نقاشات حادة وصراعاً حول قوانين الانتخاب بين الأطراف السياسية لن تفضي إلى نتيجة خلال شهر أيار المقبل.

وأوضحت مصادر كتلة الوفاء للمقاومة أنها لا ترفض قانون الرئيس بري الأكثري والنسبي ومنفتحة على كل الطروحات، لكنها تفضل قانون النسبية ولبنان دائرة انتخابية واحدة، لأنه يخرج لبنان من دوامة الأزمات ويعبر عن حقيقة توجهات جميع الشرائح الشعبية وينتج شخصيات جديدة بعيدة عن الاصطفافات الطائفية والمذهبية».

وشددت المصادر على ضرورة الإسراع في دراسة القوانين والمشاريع المطروحة والتوصل إلى تفاهم حول قانون موحّد لإقراره خلال شهر أيار الحالي قبل انتهاء العقد العادي للمجلس، لأن انعقاده لاحقاً يحتاج إلى عقد استثنائي بموافقة الحكومة وإمضاء 24 وزيراً أو انتظار العقد العادي في تشرين الأول المقبل».

ولفتت إلى أن «تيار المستقبل لا يريد قانون النسبية بل يريد نسبية جزئية من خلال فرض تقسيم الدوائر، وفقاً لمصلحته ومتمسك بالقانون المختلط الذي تبناه مع القوات والاشتراكي».

العقدة بين «التيار» و«القوات»؟
وقالت مصادر في «التيار الوطني الحر» لـ«البناء» إن «التيار سيشارك في اجتماع اللجان المشتركة بذهنية منفتحة ونية مسبقة للتفاهم على قانون بين جميع الأطراف، لكنه سيطرح القانون الذي يراه مناسباً وهو تقسيم لبنان إلى 15 دائرة على قاعدة النسبية».

ولفتت إلى أن «التيار متمسك بالنسبية، لكنه لا يمانع بحث تقسيم الدوائر»، وشككت المصادر بالتوصل إلى قانون موحّد خلال شهر أيار، «لأن هذا الأمر ليس تقنياً بقدر ما هو سياسي وكل طرف يريد قانوناً وفق مصالحه السياسية والانتخابية».

وكشفت المصادر أن «النقاش مستمر مع القوات للتوصل إلى صيغة مشتركة لقانون انتخاب، لكنه لم يصل إلى نتيجة حتى الآن، والعقدة تكمن برفض القوات قانون النسبية الذي يتمسّك به التيار وتفضل القانون المختلط والدوائر الفردية».

المصارف تتقيّد باللائحة فقط
على صعيد آخر، وبعد أن أوضح حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بأن لبنان سيلتزم بالمراسيم التطبيقية الصادرة عن الخزينة الأميركية وأن مصرف لبنان سيصدر تعميماً يلزم خلاله المصارف اللبنانية التقيد بذلك، يتوجّه مساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون الإرهاب دانيال غلايزر إلى لبنان في النصف الثاني من أيار الحالي لمتابعة الإجراءات التطبيقية للقرار الأميركي.

وأوضح الخبير المالي والاقتصادي الدكتور غازي وزني لـ«البناء» أن «لبنان سيلتزم التزاماً كلياً بتطبيق المراسيم التطبيقية الصادرة عن الولايات المتحدة وبالتالي ستتقيد جميع المصارف اللبنانية بتعميم المصرف المركزي الذي سيصدر قريباً، موضحاً أن «المصارف ستتوقف عن التعامل مع الأشخاص والشركات الواردة في اللائحة الصادرة عن الولايات المتحدة في كل العملات وليس فقط في الدولار بل كل الحسابات المودعة باليورو والليرة اللبنانية العائدة لها».

ولفت وزني إلى أنه «لا يحق للمصارف إقفال حسابات أو وقف التعامل مع أي شخص أو شركة غير مدرجة على قائمة الأسماء والشركات، وأي عمليات مالية كبيرة تعتبر مشبوهة لا تعود لأسماء أو شركات في اللائحة سترفعها إلى هيئة التحقيق في المصرف المركزي للبت فيها».

وحزب الله لن يتأثر
وقالت مصادر مالية لـ«البناء» إلى أن «المصارف ستدقق على العمليات المالية المهمة فقط، وبالتالي لن تطال إجراءاتها رواتب نواب حزب الله»، وأوضحت أن «هذه الإجراءات لن تؤثر على الوضع الاقتصادي العام في لبنان كما لن تؤثر على حزب الله الذي لا يملك حسابات في المصارف وليس لديه عمليات مصرفية، كما لا يجري تحويلات مالية عبر المصارف من الداخل إلى الخارج وبالعكس، بل من سيتضرر هي بعض المؤسسات كالمنار وإذاعة النور التي ترتبط مباشرة بحزب الله، وبالتالي المصارف ستغلق أي حسابات مالية لهذه الشركات وحسابات موظفيها أيضاً، وبالتالي ستعمد هذه الشركات إلى تسليم رواتب موظفيها نقداً وليس عبر المصارف».

وأشارت إلى أن «هدف زيارة المسؤول الأميركي دانيال غلايزر إلى لبنان هو إبلاغ لبنان بالمراسيم التطبيقية وبلائحة الأسماء والشركات التي تطالها وضرورة الالتزام بها ومراقبة تطبيقها والاطلاع على إجراءات المصرف المركزي في هذا الشأن وطمأنة لبنان وتأكيد حرص الولايات المتحدة على استقراره الاقتصادي».

المصدر: صحف

البث المباشر