نجحَ لبنانُ في ملءِ الكرسي الرئاسي قبلَ عيدِ الاستقلال. فهل سيقتصِرُ مشهدُ يومِ الاستقلالِ على ثلاثةِ كراسٍ ام يضافُ الرابعُ عندما يجلِسُ رئيسُ الحكومة المنتهيةُ ولايَتُهُ الى جانِبِ الرئيسِ المكلف؟
فالتأليفُ يسابقُ الوقت. فهل تكونُ الغَلَبَةُ للثاني؟ وهل نجحَ المعرقلونَ في هذهِ الجولة بعدَ ان ادَّعَوا أنَهُم حَريصونَ على مَلءِ شغورِ الرئاسةِ الاولى؟ فانتفاخُ البعضِ لم تَعُد تِسعَةُ كراسٍ وِزرايةٍ تتناسَبُ معَ حجمِه، فَدَأَبَ على وضعِ العِصِيِّ في عجلةِ التأليف، الا اَنَ المصادرَ تؤكدُ أنَ الجهودَ متواصلةٌ، والمفاجآتُ مُتوقَّعَةٌ قبلَ عيدِ الاستقلال.
وربما ما يُعزي اللبنانيينَ في تأخرِ نضوجِ التركيبةِ الحكوميةِ حالُ الاميركيينَ معَ الطاقَمِ الاداريِ للدونالد ترامب الذي بانَت طلائِعُهُ بتعيينِ خمسةٍ من كِبارِ فريقِه. جَدلٌ وحذرٌ من شخصياتٍ متناقضةٍ تبوأَت حتى الانَ مناصبَ حساسةً في هيكليةِ الادارَةِ الجديدة، الا اَنَ ما يجمعُها اليمينيةُ والتشددُ في موضوعِ المهاجرينَ وعدمُ الاكتراثِ للمعاييرِ الانسانيةِ في محاربةِ من تَعتبرهُم واشنطن ارهابيين، والمعارضةُ الشرسةُ للاتفاقِ النووي مع ايران، والتسابقُ لرضا كِيانِ الاحتلالِ، والمعاداةُ العمياءُ للفلسطينيينَ الذين يرُدونَ بصوتِ الله أكبر على مخططِ الاحتلالِ لمنعِ الأذانِ في القدسِ المحتلة.
الكنائسُ سارعَت الى رفعِ الأذان، وسطوحُ المنازلِ تحولت الى مآذنَ لتُفهِمَ الصهاينةَ أنَ كَيدَهُم الى سراب، واحتلالَهُم الى زوال، فالمقاومةُ بالسلاح، فاِن فُقِدَ فبالسكينِ، واِن فُقِدَت فالبصوتِ من أعلى المنازل.
المصدر: قناة المنار
